Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وإذا أصاب الإنسان الشدّة والجهد { دَعانا لِجَنْبِهِ } يقول : استغاث بنا في كشف ذلك عنه ، لجنبه : يعني مضطجعاً لجنبه . { أوْ قاعِداً أوْ قائماً } الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرّ به . { فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْه ضُرَّهُ } يقول : فلما فرّجنا عنه الجهد الذي أصابه ، { مرَّ كأنْ لَمْ يَدعُنَا إلى ضُرّ مَسَّهُ } يقول : استمرّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضرّ ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء ، أو تناساه ، وترك الشكر لربه الذي فرّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء حين استعاذ به ، وعاد للشرك ودعوى الآلهة والأوثان أربابا معه . يقول تعالى ذكره : { كذلكَ زُيِّنَ للْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ } يقول : كما زين لهذا الإنسان الذي وصفنا صفته استمراره على كفره بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضرّ ، كذلك زين للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ، فتجاوزوا في القول فيهم إلى غير ما أذن الله لهم به ، ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { دَعانا لِجَنْبهِ } قال : مضطجعاً .