Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 62-62)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ألا إن أنصار الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله لأن الله رضي عنهم فآمنهم من عقابه ، وَلا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا . والأولياء جمع وليّ ، وهو النصير . وقد بيَّنا ذلك بشواهده . واختلف أهل التأويل فيمن يستحقّ هذا الاسم ، فقال بعضهم : هم قوم يُذكر الله لرؤيتهم لما عليهم من سيما الخير والإخبات . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن يمان ، قال : ثنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } قال : الذين يذكر الله لرؤيتهم . حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا : ثنا ابن يمان ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي الضحى ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } قال : الذين يذكر الله لرؤيتهم . قال : ثنا ابن مهدي وعبيد الله ، عن سفيان ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي الضحى ، قال : سمعته يقول في هذه الآية : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } قال : من الناس مفاتيح أذا رُؤوا ذكر الله لرؤيتهم . قال : ثنا أبي ، عن مسعر ، عن سهل بن الأسد ، عن سعيد بن جبير ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولياء الله ، فقال " الَّذِينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ " قال : ثنا زيد بن حباب ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل ، عن عبد الله : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } قال : الذين إذا رُؤُوا ذكر الله لرؤيتهم . قال : ثنا أبو يزيد الرازي ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " هُمُ الَّذِينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ " حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا فرات ، عن أبي سعد ، عن سعيد بن جبير ، قال : سئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن أولياء الله ، قال : " هُمُ الَّذِينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ " » . قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا العوّام ، عن عبد الله بن أبي الهذيل في قوله : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ … } الآية ، قال : إن وليّ الله إذا رُؤي ذكر الله . وقال آخرون في ذلك بما : حدثنا أبو هاشم الرفاعي ، قال : ثنا ابو فضيل ، قال : ثنا أبي عن عمارة بن القعقاع الضبي ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِنْ عِبادِ اللَّهِ عِباداً يَغْبِطُهُمُ الأنْبِياءُ والشهَدَاءُ " . قيل : من هم يا رسول الله ، فلعلنا نحبهُّم ؟ قال : " هُمْ قَوْمٌ تَحابُّوا في اللَّهِ مِنْ غيرِ أمْوَالٍ وَلا أنْسابٍ ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُور ، على مَنابِرَ مِنْ نُور ، لا يَخافُونَ إذَا خافَ النَّاسُ ، وَلا يَحْزَنُونَ إذَا حَزَنَ النَّاس " وقرأ : ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِنْ عِبادِ اللَّهِ لاَناسا ما هُمْ بأَنْبِياءَ وَلا شُهَدَاءَ ، يغَبْطِهِمُ الأَنْبِياءُ والشُّهَدَاءُ يَوْمَ القِيامَةِ بِمَكانِهِمْ مِنَ اللَّهِ " . قالوا : يا رسول الله أخبرنا من هم ، وما أعمالهم ، فإنا نحبهم لذلك ؟ قال : " هُمْ قَوْمٌ تَحابُّوا فِي اللَّهِ بِرُوحِ اللَّهِ على غيرِ أرْحامِ بَيْنَهُمْ وَلا أمْوَال يَتَعاطُوَنها ، فَوَاللَّهِ إنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ ، وإنَّهُمْ لَعَلى نُور ، لا يَخافونَ إذَا خافَ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ إذَا حَزَنَ النَّاسُ " . وقرأ هذه الآية : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } . حدثنا بحر بن نصر الخولاني ، قال : ثنا يحيى بن حسان ، قال : ثنا عبد الحميد بن بهرام ، قال : ثنا شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي مالك الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَأْتِي مِنْ أفناءِ النَّاسِ ونَوَازِعِ القَبائِلِ قَوْمٌ لَمْ يَتَّصِلْ بَيْنَهُمْ أرْحامٌ مُتَقارِبَةٌ ، تَحابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا فِي اللَّهِ يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَومَ القِيامَةِ مَنابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْها ، يَفْزَعُ النَّاسُ فَلا يَفْزَعُونَ ، وَهُمْ أوْلِياءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " . والصواب من القول في ذلك أن يقال : الوليّ ، أعني وليّ الله ، هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها ، وهو الذي آمن واتقى ، كما قال الله : { الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ } وبنحو الذي قلنا في ذلك ، كان ابن زيد يقول : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } من هم يا ربّ ؟ قال : { الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ } قال : أبى أن يتقبل الإيمان إلا بالتقوى .