Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-8)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : إن الذين لا يخافون لقاءنا يوم القيامة ، فهم لذلك مكذّبون بالثواب والعقاب ، متنافسون في زين الدنيا وزخارفها ، راضون بها عوضاً من الآخرة ، مطمئنين إليها ساكنين . { وَالَّذِينَ هم } عن آيات الله ، وهي أدلته على وحدانيته ، وحججه على عباده في إخلاص العبادة له { غَافِلُونَ } معرضون عنها لاهون ، لا يتأملونها تأمل ناصح لنفسه ، فيعلموا بها حقيقة ما دلتهم عليه ، ويعرفوا بها بطول ما هم عليه مقيمون . { أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ } يقول جلّ ثناؤه : هؤلاء الذين هذه صفتهم مأواهم مصيرها إلى النار نار جهنم في الآخرة . { بِمَا كَانُوا يَكْسِبونَ } في الدنيا من الآثام والأجرام ويجترحون من السيئات . والعرب تقول : « فلان لا يرجو فلاناً » : إذا كان لا يخافه . ومنه قول الله جلّ ثناؤه : { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } ومنه قول أبي ذؤيب : @ إذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها وخالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوَاسِلِ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { واطْمَأنُّوا بِها } قال : هو مثل قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفّ إلَيْهِمْ أعْمالَهُمْ فِيها } حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بالحَياةِ الدُّنْيا واطْمأَنُّوا بِها } قال : هو مثل قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفُّ إلَيْهِمْ أعْمالَهُمْ فِيها } حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بالحَياةِ الدُّنْيا واطْمأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ } قال : إذا شئت رأيت صاحب دنيا لها يفرح ، ولها يحزن ، ولها يسخط ، ولها يرضى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بالحَياةِ الدُّنْيا واطْمأَنُّوا بِها … } الآية كلها ، قال : هؤلاء أهل الكفر . ثم قال : { أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كانُوا يَكْسِبُوَنَ } .