Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 92-92)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لفرعون : فاليوم نجعلك على نجوة من الأرض ببدنك ، ينظر إليك هالكا من كذّب بهلاكك . { لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } يقول : لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك ، فينزجرون عن معصية الله والكفر به والسعي في أرضه بالفساد . والنجوة : الموضع المرتفع على ما حوله من الأرض ، ومنه قوله أوس بن حجر @ فَمَنْ بِعَقْوَتِهِ كَمَنْ بِنَجْوَتِهِ والمُسْتَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بِقرْوَاحِ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي السليل ، عن قيس بن عباد وغيره قال : قالت بنو إسرائيل لموسى : إنه لم يمت فرعون . قال : فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه مثل الثور الأحمر . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد الجريري ، عن أبي السليل ، عن قيس بن عباد ، قال : وكان من أكثر الناس ، أو أحدث الناس عن بني إسرائيل . قال : فحدثنا أن أول جنود فرعون لما انتهى إلى البحر هابت الخيل اللهب ، قال : ومثل لحصان منها فرس وديق ، فوجد ريحها أحسبه أنا قال : فانسل فاتبعته قال : فلما تتامَّ آخر جنود فرعون في البحر وخرج آخر بني إسرائيل أمر البحر فانطبق عليهم ، فقالت بنو إسرائيل : ما مات فرعون ، وما كان ليموت أبدا فسمع الله تكذيبهم نبيه . قال : فرمى به على الساحل كأنه ثور أحمر يتراءآه بنو إسرائيل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد : { فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ } قال : بدنه : جسده رمى به البحر . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن مجاهد : فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ قال : بجسدك . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا تميم بن المنتصر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا الأصغر بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، قال : ثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما جاوز موسى البحر بجميع من معه ، التقى البحر عليهم يعني على فرعون وقومه فأغرقهم ، فقال أصحاب موسى : إنا نخاف أن لا يكون فرعون غرق ، ولا نؤمن بهلاكه فدعا ربه فأخرجه ، فنبذه البحر حتى استيقنوا بهلاكه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } يقول : أنكر ذلك طوائف من بني إسرائيل ، فقذفه الله على ساحل البحر ينظرون إليه . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } قال : لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك ، فأخرجه الله آية وعظة . حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن التيمي ، عن أبيه ، عن أبي السليل عن قيس بن عباد أو غيره ، بنحو حديث ابن عبد الأعلى ، عن معمر . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبد الله بن رجاء ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير ، عن مجاهد : { فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ } قال : بجسدك . قال : ثنا محمد بن بكير ، عن ابن جريج ، قال : بلغني ، عن مجاهد : { فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ } قال : بجسدك . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون ، فرمى به على ساحل البحر ليراه بنو إسرائيل ، قال : كأنه ثور أحمر . وقال آخرون : تنجو بجسدك من البحر فتخرج منه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } يقول : أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر ، فنظروا إليه بعد ما غرق . فإن قال قائل : وما وجه قوله : ببدنك ؟ وهل يجوز أن ينجيه بغير بدنه ، فيحتاج الكلام إلى أن يقال فيه ببدنك ؟ قيل : كان جائزاً أن ينجيه بهيئته حياً كما البحر فلما كان جائراً ذلك قيل فاليوم ننجيك ببدنك ليعلم أنه ينجيه بالبدن بغير روح ، ولكن ميتاً . وقوله : { وإنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ } يقول تعالى ذكره : { وإنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنَا } يعني : عن حججنا وأدلتنا على أن العبادة والألوهة لنا خالصة ، { لغَافِلُونَ } يقول : لساهون ، لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها .