Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } فقال بعضهم : عُنِي بالعاديات ضَبْحاً : الخيل التي تعدوها ، وهي تحمحم . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : الخيل ، وزعم غير ابن عباس أنها الإبل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { وَالْعَادِياتِ ضَبْحاً } قال ابن عباس : هو في القتال . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة في قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال الخيل . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يَضْبَح . حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جرَيج ، عن عطاء ، قال : ليس شيء من الدوابّ يضبح غير الكلب والفرس . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله الله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : الخيل تَضْبَح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الخيل ، عَدَتْ حَتى ضَبَحَتْ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الخيل تعدو حتى تَضْبَح . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة مثل حديث بشر ، عن يزيد . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سعيد ، قال : سمعت سالماً يقرأ : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الخيل عدت ضبحاً . قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : الخيل . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان بن عيينة عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ما ضبحت دابة قطّ إلا كلب أو فرس . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الخيل . حدثني سعيد بن الربيع الرازيّ . قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : هي الخيل . وقال آخرون : هي الإبل . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو السائب . قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الإبل . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، مثله . حدثني عيسى بن عثمان الرمليّ ، قال : ثني عمي يحيى بن عيسى الرمليّ ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، مثله . حدثنا ابن حُميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : هي الإبل إذا ضبحت تنفَّست . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا أبو صخر ، عن أبي معاوية البَجَليّ ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس ، حدثه قال : بينما أنا في الحِجْر جالس ، أتاني رجل يسأل عن { الْعادِياتِ ضَبْحاً } فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ويورون نارهم . فانفتل عني ، فذهب إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقاية زمزم ، فسأله عن { الْعادِياتِ ضَبْحاً } فقال : سألت عنها أحداً قبلي ؟ قال : نعم ، سألت عنها ابن عباس ، فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله ، قال : اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال : تُفتي الناس بما لا علم لك به ، والله لكانت أوّل غزوة في الإسلام لِبدر ، وما كان معنا إلا فرسان : فَرَس للزُّبَير ، وفرس للمقداد ، فكيف تكون العادياتِ ضبحاً إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى مزدلفة إلى منى قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ، ورجعت إلى الذي قال عليّ رضي الله عنه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم { وَالْعَادِياتِ ضَبْحاً } قال : الإبل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { وَالْعَادِياتِ ضَبْحاً } قال : قال ابن مسعود : هو في الحجّ . حدثنا سعيد بن الربيع الرازيّ ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير ، قال : هي الإبل ، يعني { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } . حدثنا ابن حُميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً } قال : قال ابن مسعود : هي الإبل . وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب : قول من قال : عني بالعاديات : الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضْبَح ، وإنما تضبح الخيل ، وقد أخبر الله تعالى أنها تعدو ضَبْحاً ، والضَّبْح : هو ما قد ذكرنا قبل . وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال : قال عليّ رضي الله عنه : الضبح من الخيل : الحَمْحَمة ، ومن الإبل : النفس . قال : ثنا سفيان ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يصف الضبح : أَحْ أَحْ . وقوله : { فالمُورِيات قَدْحاً } اختلف أهل التأويل ، في ذلك ، فقال بعضهم : هي الخيل تُورِي النارَ بحوافرها . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا أبو رجاء ، قال : سُئل عِكرِمة ، عن قوله : { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : أوْرَتْ وقَدَحتْ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : هي الخيل وقال الكلبيّ : تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : أورت النار بحوافرها . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فالمُورِياتِ قَدْحاً } تُوري الحجارةَ بحوافرها . وقال آخرون : بل معنى ذلك أن الخيل هِجْنَ الحرب بين أصحابهنّ ورُكْبانهنّ . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : هِجْنَ الحرب بينهم وبين عدوّهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : هجِن الحرب بينهم وبين عدوّهم . وقال آخرون : بل عُنِي بذلك : الذين يُورون النار بعد انصرافهم من الحرب . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البَجَلِيّ ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : سألني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن { الْعادِياتِ ضَبْحاً فالمُورِياتِ قَدْحاً } فقلت له : الخيل تغير في سبيل الله ، ثم تأوِي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ويورون نارهم . وقال آخرون : بل معنى ذلك : مكر الرجال . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : المكر . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح . عن مجاهد ، في قول الله : { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : مكر الرجال . وقال آخرون : هي الألسنة ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا يونس بن محمد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن سمِاك بن حرب ، عن عكرِمة قال : يُقال في هذه الآية { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : هي الألسنة . وقال آخرون : هي الإبل حين تسير تَنْسِفَ بمناسمها الحصى . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله : { فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : إذا تَسَفت الحصى بمناسمها ، فضربَ الحصَى بعضُه بعضاً ، فيخرج منه النار . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحاً فالخيل تُوري بحوافرها ، والناس يورونها بالزَّند ، واللسان مثلاً يوري بالمنطق ، والرجال يورون بالمكر مثلاً ، وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها : إذا التقت في الحرب ولم يضع الله دلالة على أن المراد من ذلك بعضٌ دون بعض فكلّ ، ما أوْرت النارَ قدْحاً ، فداخلة فيما أقسم به ، لعموم ذلك بالظاهر . وقوله : { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : فالمغيرات صبحاً على عدوّها علانية . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البَجَليّ ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : سألني رجل عن المغيرات صبحاً ، فقال : الخيل تغير في سبيل الله . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، قال : سألت عكرِمة ، عن قوله { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } قال : أغارت على العدوّ صبحاً . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فالمُغَيرَاتِ صُبْحاً } قال : هي الخيل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فالمُغيرَاتِ صُبْحاً } قال : هي الخيل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } قال : أغار القومُ بعدما أصبحوا على عدوّهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } قال : أغارت حين أصبحت . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } قال : أغار القوم حين أصبحوا . وقال آخرون : عُنِي بذلك الإبل حين تدفع بركبانها من « جَمْعٍ » يوم النحر إلى « مِنَى » . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله { فالمُغِيرَاتِ صُبْحاً } حين يفيضون من جَمْع . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : إن الله جلّ ثناؤه أقسم بالمُغيرات صبحاً ، ولم يخصصْ من ذلك مغيرة دون مغيرة ، فكلّ مغيرة صُبحاً ، فداخلة فيما أقسم به وقد كان زيد بن أسلم يذكر تفسير هذه الأحرف ويأباها ، ويقول : إنما هو قسم أقسم الله به . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فالمُورِياتِ قَدْحاً } قال : هذا قسم أقسم الله به . وفي قوله : { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : كلّ هذا قسم ، قال : ولم يكن أبي ينظر فيه إذا سُئل عنه ، ولا يذكره ، يريد به القسم . وقوله : { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } يقول تعالى ذكره : فرفعن بالوادي غُباراً والنقْع : الغبار ، ويقال : إنه التراب . والهاء قوله « به » كناية اسم الموضع ، وكنى عنه ، ولم يجر له ذكر ، لأنه معلوم أن الغبار لا يثار إلا من موضع ، فاستغنى بفهم السامعين بمعناه من ذكره . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : الخيل . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء وابن زيد ، قال : النقع : الغبار . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : هي أثارت الغبار ، يعني الخيل . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا أبو رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله { فأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : أثارت الترابَ بحوافرها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : أثرن بحوافرها نقعَ التراب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، مثله . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : أثرن به غباراً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البَجَلي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس قال : قال لي عليّ : إنما العاديات ضَبْحاً من عرفةَ إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى مِنَى { فَأَثَرْنَ به نَقْعاً } : الأرض حين تطؤها بأخفافها وحوافرها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } قال : إذا سِرْن يُثرِن الترابَ . وقوله : { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } يقول تعالى ذكره : فوسَطْن بركبانهنّ جمع القوم ، يقال : وسطت القوم بالتخفيف ، ووسَّطته بالتشديد ، وتوسَّطته : بمعنى واحد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا أبو رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله : { فَوَسْطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : جمع الكفار . حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال جمع القوم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : هو جمع القوم . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : جمع العدوّ . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : جمع هؤلاء وهؤلاء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } فوسطن جمع القوم . حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } فوسطن بالقوم جمعَ العدوّ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال : وسطن جمع القوم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } الجمع : الكتيبة . وقال آخرون : بل عُنِي بذلك { فَوَسَطْنَ بِهِ } مزدلفة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } يعني : مزدلفة . وقوله : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } يقول : إن الإنسان لكفور لنِعم ربه . والأرض الكنود : التي لا تُنبت شيئاً ، قال الأعشى : @ أحْدِثْ لَهَا تُحْدِثْ لِوَصْلِكَ إنَّها كُنُدٌ لِوَصْلِ الزَّائِرِ المُعْتادِ @@ وقيل : إنما سُمِّيت كِندة : لقطعها أباها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عبيد الله بن يوسف الجُبَيْرِيّ ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لكفور . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لربه لكفور . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لكفور . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حُميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن مهديّ بن ميمون ، عن شعيب بن الحَبْحاب ، عن الحسن البصريّ : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : هو الكفور الذي يَعُدّ المصائب ، وينسى نِعَم ربه . حدثنا وكيع ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، قال : الكنود : الكفور . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال الحسن : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } يقول : لوّام لربه يعدّ المصائب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن { لَكَنُودٌ } قال : لكفور . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لكفور . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثله . حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، قال : ثنا خالد بن الحارث ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك أنه قال : إنما سُمّيت كِندة : أنها قَطَعت أباها { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لكفور . حدثنا أبو كرَيب ، قال : ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن جعفر بن الزُّبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : " لَكَفُورٌ ، الَّذِي يأكُلُ وَحْدَهُ ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ ، ويَمْنَعُ رِفْدَهُ " حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : الكنود : الكفور ، وقرأ : { إنَّ الإنْسانَ لَكَفُورٌ } . حدثنا الحسن بن عليّ بن عياش ، قال : ثنا أبو المُغيرة عبد القدّوس ، قال : ثنا حريز بن عثمان ، قال : ثني حمزة بن هانىء ، عن أبي أمامة أنه كان يقول : الكَنُود : الذي ينزل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده . حدثني محمد بن إسماعيل الصواريّ ، قال : ثنا محمد بن سوّار ، قال : أخبرنا أبو اليقظان ، عن سفيان عن هشام ، عن الحسن ، في قوله { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال : لوّام لربه ، يعدّ المصائب ، وينسى النِّعَم . وقوله : { وَإنَّهُ عَلى ذلكَ لَشَهِيدٌ } يقول تعالى ذكره : إن الله على كنوده رَبَّه لشهيد : يعني لشاهد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن قتادة { وَإنَّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } قال : يقول : إن الله على ذلك لشهيد . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنَّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } في بعض القراءات « إنَّ اللَّهَ عَلى ذلكَ لَشَهِيدٌ » . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَإنَّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } يقول : وإن الله عليه شهيد . وقوله : { وَإنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ } يقول تعالى ذكره : وإن الإنسان لحبّ المال لشديد . واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدّة لحبّ المال ، فقال بعض البصريين : معنى ذلك : وإنه من أجل حبّ الخير لشديد : أي لبخيل قال : يقال للبخيل : شديد ومتشدّد . واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طَرَفة بن العبد البكري : @ أرَى المَوْتَ يَعْتامُ النُّفُوسَ ويَصْطَفِي عَقِيلَةَ مالِ الباخِلِ المُتَشَدِّدِ @@ وقال آخرون : معناه : وإنه لحبّ الخير لقويّ . وقال بعض نحوييّ الكوفة : كان موضع { لحُبِّ } أن يكون بعد شديد ، وأن يضاف شديد إليه ، فيكون الكلام : وإنه لشديد حُبّ الخير فلما تقدّم الحبّ في الكلام ، قيل : شديد ، وحذف من آخره ، لما جرى ذكره في أوّله ولرؤوس الآيات ، قال : ومثله في سورة إبراهيم : { كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ } والعَصوف لا يكون لليوم ، إنما يكون للريح فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره ، كأنه قال : في يوم عاصف الريح ، والله أعلم وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَإنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشدِيدٌ } قال : الخير : الدنيا وقرأ : { إنْ تَرَك خَيْراً الوَصِيَّةُ } قال : فقلت له : إن ترك خيراً : المال ؟ قال : نعم ، وأيّ شيء هو إلا المال ؟ قال : وعسى أن يكون حراماً ، ولكن الناس يعدّونه خيراً ، فسماه الله خيراً ، لأن الناس يسمونه خيراً في الدنيا ، وعسى أن يكون خبيثاً ، وسُمّي القتال في سبيل الله سُوءاً ، وقرأ قول الله : { فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ } قال : لم يمسهم قتال قال : وليس هو عند الله بسوء ، ولكن يسمونه سوءاً . وتأويل الكلام : إن الإنسان لربه لكنود ، وإنه لحبّ الخير لشديد ، وإن الله على ذلك من أمره لشاهد . ولكن قوله : { وَإنَّهُ عَلى ذِلكَ لَشَهِيدٌ } قدّم ، ومعناه التأخير ، فجعل معترضاً بين قوله : { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } ، وبين قوله : { وَإنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ } وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة { إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وإنَّهُ عَلى ذلكَ لَشَهِيدٌ } قال : هذا في مقاديم الكلام ، قال : يقول : إن الله لشهيد أن الإنسان لحبّ الخير لشديد . وقوله : { أفَلا يَعْلَمُ إذَا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ } يقول : أفلا يعلم هذا الإنسان الذي هذه صفته ، إذا أُثير ما في القبر ، وأُخرج ما فيها من الموتى وبُحث . وذُكر أنها في مصحف عبد الله : « إذا بُحث ما في القبور » ، وكذلك تأوّل ذلك أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ } بُحث . وللعرب في { بُعْثِرَ } لغتان : تقول : بُعثر ، وبُحثر ، ومعناهما واحد . وقوله : { وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ } يقول : ومُيّز وبُيِّن ، فأبرز ما في صدور الناس من خير وشرّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَحُصِّلَ ما في الصُّدُورِ } يقول : أُبرز . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَحُصِّلَ ما فِي الصَّدُورِ } يقول : مُيّز . وقوله : { إنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } يقول : إن ربهم بأعمالهم ، وما أسرّوا في صدورهم ، وأضمروه فيها ، وما أعلنوه بجوارحهم منها ، عليم لا يخفى عليه منها شيء ، وهو مجازيهم على جميع ذلك يومئذٍ .