Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 10-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولئن نـحن بسطنا للإنسان فـي دنـياه ، ورزقناه رخاء فـي عيشه ، ووسعنا علـيه فـي رزقه وذلك هي النعم التـي قال الله جلّ ثناؤه : { وَلَئِنْ أذَقْناهُ نَعْماءَ } . وقوله : { بَعْدَ ضَرَّاءَ } يقول : بعد ضيق من العيش كان فـيه وعسرة كان يعالـجها . { لَـيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّـي } يقول تعالـى ذكره : لـيقولنّ عند ذلك : ذهب الضيق والعسرة عنـي ، وزالت الشدائد والـمكاره . { إنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } يقول تعالـى ذكره : إن الإنسان لفرح بـالنعم التـي يُعطاها مسرور بها فخور ، يقول : ذو فخر بـما نال من السعة فـي الدنـيا وما بسط له فـيها من العيش ، وينسي صروفها ونكد العوارض فـيها ، ويدع طلب النعيـم الذي يبقـي والسرور الذي يدوم فلا يزول . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّـي } غرّة بـالله وجراءة علـيه . { إنَّهُ لَفَرِحٌ } والله لا يحبّ الفرحين ، { فَخُورٌ } بعد ما أعطي الله ، وهو لا يشكر الله . ثم استثنـي جلّ ثناؤه من الإنسان الذي وصفه بهاتـين الصفتـين الذين صبروا وعملوا الصالـحات . وإنـما جاز استثناؤهم منه لأن الإنسان بـمعنى الـجنس ومعنى الـجمع ، وهو كقوله : { وَالعَصْرِ إنَّ الإنْسانَ لَفِـي خُسْرٍ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ } فقال تعالـى ذكره : إلا الذين صبروا وعملوا الصالـحات ، فإنهم إن تأتهم شدّة من الدنـيا وعسرة فـيها لـم يثنهم ذلك عن طاعة الله ، ولكنهم صبروا لأمره وقضائه ، فإن نالوا فـيها رخاء وسعة شكروه وأدّوا حقوقه بـما أتاهم منها . يقول الله : { أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ } يغفرها لهم ، ولا يفضحهم بها فـي معادهم . { وأجْرٌ كَبِـيرٌ } يقول : ولهم من الله مع مغفرة ذنوبهم ثواب علـى أعمالهم الصالـحة التـي عملوها فـي دار الدنـيا جزيـل ، وجزاء عظيـم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : إلا الذين صبروا عند البلاء وعملوا الصالـحات عند النعمة ، لهم مغفرة لذنوبهم ، وأجر كبـير . قال : الـجنة .