Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-17)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } قد بـين له دينه فتبـينه ، { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ . } واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك ، فقال بعضهم : يعنـي بقوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } مـحمداً صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن خـلف ، قال : ثنا حسين بن مـحمد ، قال : ثنا شيبـان ، عن قتادة ، عن عروة ، عن مـحمد ابن الـحنفـية ، قال : قلت لأبـي : يا أبت أنت التالـي فـي { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } ؟ قال : لا والله يا بنـي وددت أنـي كنت أنا هو ، ولكنه لسانه . حدثنـي يعقوب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن عُلَـية ، عن أبـي رجاء ، عن الـحسن : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : لسانه . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبـي عديّ ، عن عوف ، عن الـحسن ، فـي قوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : لسانه . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا الـحكم بن عبد الله أبو النعمان العجلـي ، قال : ثنا شعبة ، عن أبـي رجاء ، عن الـحسن ، مثله . حدثنـي علـيّ بن الـحسن الأزدي ، قال : ثنا الـمعافـي بن عمران ، عن قرة بن خالد ، عن الـحسن ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } وهو مـحمد كان علـى بـينة من ربه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الـحسن ، قوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : لسانه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : لسانه هو الشاهد . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن شعبة ، عن أبـي رجاء ، عن الـحسن ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا غندر ، عن عوف ، عن الـحسن ، مثله . وقال آخرون : يعنـي بقوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } مـحمداً صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا ابن أبـي عديّ ، عن عوف ، عن سلـيـمان العلاف ، عن الـحسين بن علـيّ فـي قوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : الشاهد مـحمد صلى الله عليه وسلم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا غندر ، عن عوف ، قال : ثنـي سلـيـمان العلاف ، قال : بلغنـي أن الـحسين بن علـيّ قال : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : مـحمد صلى الله عليه وسلم . قال : ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن سلـيـمان العلاف ، سمع الـحسين بن علـيّ : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } يقول : مـحمد هو الشاهد من الله . حدثنـي يونس بن عبد الأعلـى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علـى بـينة من ربه ، والقرآن يتلوه شاهد منه أيضاً من الله بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن لـيث ، عن مـجاهد : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } قال : النبـيّ صلى الله عليه وسلم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن نضر بن عربـي ، عن عكرمة ، مثله . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان عن منصور ، عن إبراهيـم ، مثله . حدثنا الـحرث ، قال : ثنا أبو خالد ، سمعت سفـيان يقول : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } قال : مـحمد صلى الله عليه وسلم . وقال آخرون : هو علـيّ بن أبـي طالب . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا رزيق بن مرزوق ، قال : ثنا صبـاح الفراء ، عن جابر ، عن عبد الله بن يحيى ، قال : قال علـيّ رضي الله عنه : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فـيه الآية والآيتان . فقال له رجل : فأنت فأيّ شيء نزل فـيك ؟ فقال علـيّ : أما تقرأ الآية التـي نزلت فـي هود { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } ؟ وقال آخرون : هو جبرئيـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } إنه كان يقول : جبرئيـل . حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن إدريس ، عن الـحسن بن عبـيد الله ، عن إبراهيـم : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : جبرئيـل . وحدثنا به أبو كريب مرّة أخرى بإسناده عن إبراهيـم ، فقال : قال يقولون علـيّ إنـما هو جبرئيـل . حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن إدريس ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، قال : هو جبرئيـل ، تلا التوراة والإنـجيـل والقرآن ، وهو الشاهد من الله . حدثنا ابن بـاشر ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، وحدثنا مـحمد بن عبد الله الـمخرمي ، قال : ثنا جعفر بن عون ، قال : ثنا سفـيان . وحدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا سفـيان ، عن منصور ، عن إبراهيـم : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : جبرئيـل . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، مثله . قال : ثنا سهل بن يوسف ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، مثله . قال : ثنا جرير ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، قال : جبرئيـل . قال : ثنا عبد الله ، عن إسرائيـل ، عن السديّ ، عن أبـي صالـح : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : جبرئيـل . قال : ثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن الضحاك : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : جبرئيـل . حُدثت عن الـحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبـا معاذ ، قال : أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول ، فـي قوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } يعنـي مـحمدا هو علـى بـينة من الله ، { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } جبرئيـل شاهد من الله يتلو علـى مـحمد ما بعث به . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـي جعفر ، عن الربـيع ، عن أبـي العالـية ، قال : هو جبرئيـل . قال : ثنا أبـي ، عن نضر بن عربـي ، عن عكرمة ، قال : هو جبرئيـل . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، قال : جبرئيـل . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } يعنـي مـحمداً علـى بـينة من ربه ، { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } فهو جبرئيـل شاهد من الله بـالذي يتلو من كتاب الله الذي أنزل علـى مـحمد ، قال : ويقال : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } يقول : يحفظه الـملك الذي معه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو النعمان عارم ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال : كان مـجاهد يقول فـي قوله : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } قال : يعنـي مـحمداً ، { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : جبرئيـل . وقال آخرون : هو ملك يحفظه ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : معه حافظ من الله ملك . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يزيد بن هارونَ ، وسُوَيد بن عمرو ، عن حماد بن سَلَـمة ، عن أيوب ، عن مـجاهد : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : ملك يحفظه . قال : ثنا مـحمد بن بكر ، عن ابن جريج ، عمن سمع مـجاهداً : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : الـملك . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } يتبعه حافظ من الله مَلَك . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا الـحجاج بن الـمنهال ، قال : ثنا حماد ، عن أيوب ، عن مـجاهد : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : الـملك يحفظه : { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتَهِ } قال : يتبعونه حقّ اتبـاعه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } قال : حافظ من الله ملك . وأولـى هذه الأقوال التـي ذكرناها بـالصواب فـي تأويـل قوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } : قول من قال : هو جبرئيـل ، لدلالة قوله : { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إماماً وَرَحْمَةً } علـى صحة ذلك وذلك أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم لـم يتلُ قبل القرآن كتاب موسى ، فـيكون ذلك دلـيلاً علـى صحة قول من قال : عُنِـي به لسان مـحمد صلى الله عليه وسلم ، أو مـحمد نفسه ، أو علـيّ علـى قول من قال : عُنِـي به علـيٌّ . ولا يعلـم أن أحداً كان تلا ذلك قبل القرآن أو جاء به مـمن ذكر أهل التأويـل أنه عُنِـي بقوله : { وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ } غير جبرئيـل علـيه السلام . فإن قال قائل : فإن كان ذلك دلـيـلك علـى أن الـمَعْنـيّ به جبرئيـل ، فقد يجب أن تكون القراءة فـي قوله : { وَمِن قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى } بـالنصب لأن معنى الكلام علـى ما تأوّلت يجب أن يكون : ويتلو القرآن شاهد من الله ، ومن قَبل القرآن كتاب موسى ؟ قـيـل : إن القراء فـي الأمصار قد أجمعت علـى قراءة ذلك بـالرفع فلـم يكن لأحد خلافُها ، ولو كانت القراءة جاءت فـي ذلك بـالنصب كانت قراءة صحيحة ومعنى صحيحاً . فإن قال : فما وجه رفعهم إذا الكتاب علـى ما ادّعيت من التأويـل ؟ قـيـل : وجه رفعهم هذا أنهم ابتدءوا الـخبر عن مـجيء كتاب موسى قبل كتابنا الـمنزل علـى مـحمد ، فرفعوه ب « من » قبله ، والقراءة كذلك ، والـمعنى الذي ذكرت من معنى تلاوة جبرئيـل ذلك قبل القرآن ، وأن الـمراد من معناه ذلك وإن كان الـخبر مستأنفـا علـى ما وصفت اكتفـاء بدلالة الكلام علـى معناه . وأما قوله : { إماماً } فإنه نصب علـى القطع من كتاب موسى ، وقوله { وَرَحْمَةً } عطف علـى « الإمام » ، كأنه قـيـل : ومن قبله كتاب موسى إماماً لبنـي إسرائيـل يأَتَـمُّون به ، ورحمة من الله تلاه علـى موسى . كما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـيه ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، فـي قوله : { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى } قال : من قبله جاء بـالكتاب إلـى موسى . وفـي الكلام مـحذوف قد ترك ذكره اكتفـاء بدلالة ما ذكر علـيه منه ، وهو : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً } كمن هو فـي الضلالة متردّد ، لا يهتدي لرشد ، ولا يعرف حقًّا من بـاطل ، ولا يطلب بعمله إلا الـحياة الدنـيا وزينتها ؟ وذلك نظير قوله : { أمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّـيْـلِ ساجِداً وقائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَـمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَـمُونَ } والدلـيـل علـى حقـيقة ما قلنا فـي ذلك أن ذلك عَقِـيب قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ الـحَياةَ الدُّنْـيا } … الآية ، ثم قـيـل : أهذا خير أمَّن كان علـى بـينة من ربه ؟ والعرب تفعل ذلك كثـيرا إذا كان فـيـما ذكَرَتْ دلالة علـى مرادها علـى ما حَذَفت ، وذلك كقول الشاعر : @ فأُقْسِمُ لَوْ شَيْءٌ أتانا رَسُولُهُ سِوَاكِ ولكنْ لَـمْ نَـجِدْ لكِ مَدْفَعا @@ وقوله : { أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يقول : هؤلاء الذين ذكرت يصدّقون ويقرّون به إن كفر به هؤلاء الـمشركون الذين يقولون : إن مـحمداً افتراه . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فـالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِـي مِرْيَةٍ مِنْهُ إنَّهُ الـحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } . يقول تعالـى ذكره : ومن يكفر بهذا القرآن فـيجحد أنه من عند الله من الأحزاب وهم الـمتـحزبة علـى مللهم فـالنار موعده ، إنه يصير إلـيها فـي الآخرة بتكذيبه يقول الله لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم . { فَلا تَكُ فِـي مِرْيَةٍ مِنْهُ } يقول : فلا تك فـي شكّ منه ، من أن موعد من كفر بـالقرآن من الأحزاب النار ، وأن هذا القرآن الذي أنزلناه إلـيك من عند الله . ثم ابتدأ جلّ ثناؤه الـخبر عن القرآن ، فقال : إن هذا القرآن الذي أنزلناه إلـيك يا مـحمد الـحقّ من ربك لا شكّ فـيه ، ولكن أكثر الناس لا يصدّقون بأن ذلك كذلك . فإن قال قائل : أو كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي شكّ من أن القرآن من عند الله ، وأنه حقّ ، حتـى قـيـل له : فلا تك فـي مرية منه ؟ قـيـل : هذا نظير قوله : { فإنْ كُنْتَ فِـي شَكَ مِـمَّا أَنْزَلْنا إلَـيْكَ } وقد بـيَّنا ذلك هنالك . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا أيوب ، قال : نبئت أن سعيد بن جبـير قال : ما بلغنـي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علـى وجهه إلا وجدت مِصْداقه فـي كتاب الله تعالـى ، حتـى قال " لا يَسْمَعُ بِـي أحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلاَ يَهُودِيّ وَلا نَصْرَانِـيّ ثُمَّ لا يُؤْمِنُ بِـمَا أُرْسِلْتُ بِهِ إلاَّ دَخَـلَ النَّارَ " . قال سعيد : فقلت أين هذا فـي كتاب الله ؟ حتـى أتـيت علـى هذه الآية : { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إماماً وَرَحْمَةً أُولَئكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فـالنَّارُ مَوْعِدُهُ } قال : من أهل الـملل كلها . حدثنا مـحمد بن عبد الله الـمُخَرِّميّ وابن وكيع ، قالا : ثنا جعفر بن عون ، قال : ثنا سفـيان ، عن أيوب عن سعيد بن جبـير ، فـي قوله : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ } قال : من الـملل كلها . حدثنـي يعقوب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن عُلَـية ، قال : ثنا أيوب ، عن سعيد بن جبـير ، قال : كنت لا أسمع بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علـى وجهه ، إلا وجدت مصداقه أو قال تصديقه فـي القرآن ، فبلغنـي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يَسْمَعُ بِـي أحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلا يَهُودِيّ وَلا نَصْرَانِـيٌّ ثُمَّ لا يُؤْمِنُ بِـمَا أُرْسِلْتُ بِهِ إلاَّ دَخَـلَ النَّارَ " فجعلت أقول : أين مصداقها ؟ حتـى أتـيت علـى هذا : { أفمَنْ كانَ علـى بَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } … إلـى قوله : { فـالنَّارُ مَوْعِدُهُ } قال : فـالأحزاب : الـملل كلها . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، قال : ثنـي أيوب ، عن سعيد بن جبـير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مِنْ أحَدٍ يَسْمَعُ بِـي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِـيّ فَلا يُؤْمِنُ بِـي إلاَّ دَخَـلَ النَّار " فجعلت أقول : أين مصداقها فـي كتاب الله ؟ قال : وقلـما سمعت حديثاً عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم إلا وجدت له تصديقاً فـي القرآن ، حتـى وجدت هذه الآيات : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فـالنَّارُ مَوْعِدُهُ } : الـملل كلها . قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فـالنَّارُ مَوْعِدُهُ } قال : الكفـار أحزاب كلهم علـى الكفر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } أي يكفر ببعضه ، وهم الـيهود والنصارى . قال : بلغنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا يَسْمَعُ بِـي أحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِـيّ ثُمَّ يَـمُوتُ قَبْلَ أنْ يُؤْمِنَ بِـي ، إلاَّ دَخَـلَ النَّارَ " . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا يوسف بن عديّ النضْريّ ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن شعبة ، عن أبـي بشر ، عن سعيد بن جُبـير ، عن أبـي موسى الأشعري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن سَمِعَ بِـي مِنْ أُمَّتِـي أوْ يَهُودِيّ أوْ نَصْرانِـيّ ، فَلَـمْ يُؤْمِنْ بِـي لَـمْ يَدْخُـلِ الـجَنَّةَ " .