Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 87-87)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : قال قوم شعيب : { يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ } عبـادة { ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا } من الأوثان والأصنام ، { أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } من كسر الدراهم وقطعها وبخس الناس فـي الكيـل والوزن { إنَّكَ لأَنْتَ الـحَلِـيـمُ } وهو الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لـم يكن لـيفعله فـي حال الرضا ، { الرَّشِيدُ } يعنـي : رشيد الأمر فـي أمره إياهم أن يتركوا عبـادة الأوثان . كما : حدثنا مـحمود بن خداش ، قال : ثنا حماد بن خالد الـخياط ، قال : ثنا داود بن قـيس ، عن زيد بن أسلـم ، فـي قول الله : { أصلاتُك تأمُرُك أن نَتْرُك ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَل فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ ، إنَّكَ لانْتَ الـحَلِـيـمُ الرَّشيدُ } قال : كان مـما نهاهم عنه حذف الدراهم ، أو قال : قطع الدراهم . الشك من حماد . حدثنا سهل بن موسى الرازي ، قال : ثنا ابن أبـي فُدَيك ، عن أبـي مودود ، قال : سمعت مـحمد بن كعب القرظي يقول : بلغنـي أن قوم شعيب عذّبوا فـي قطع الدراهم ، وجدت ذلك فـي القرآن : { أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أن نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أو أن نَفْعَل فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا زيد بن حبـاب ، عن موسى بن عبـيدة ، عن مـحمد بن كعب القرظي ، قال : عذّب قوم شعيب فـي قطعهم الدراهم ، فقالوا : { يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أن نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أو أن نَفْعَلَ فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } . قال : ثنا حماد بن خالد الـخياط ، عن داود بن قـيس ، عن زيد بن أسلـم ، فـي قوله : { أو أن نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال : كان مـما نهاهم عنه : حذف الدراهم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { قالُوا يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال : نهاهم عن قطع الدنانـير والدراهم ، فقالوا : إنـما هي أموالنا نفعل فـيها ما نشاء ، إن شئنا قطعناها ، وإن شئنا حَرّقناها ، وإن شئنا طرحناها . قال : وأخبرنا ابن وهب ، قال : وأخبرنـي داود بن قـيس الـمري أنه سمع زيد بن أسلـم يقول فـي قول الله : { قالُوا يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال زيد : كان من ذلك قطع الدراهم . وقوله : { أصَلاتُكَ } كان الأعمش يقول فـي تأويـلها ما : حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري عن الأعمش ، فـي قوله : { أصَلاتُكَ } قال : قراءتك . فإن قال قائل : وكيف قـيـل : أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبـاؤنا ، أو أن نفعل فـي أموالنا ما نشاء ، وإنـما كان شعيب نهاهم أن يفعلوا فـي أموالهم ما قد ذكرت أنه نهاهم عنه فـيها ؟ قـيـل : إن معنى ذلك بخلاف ما توهمت . وقد اختلف أهل العربـية فـي معنى ذلك ، فقال بعض البصريـين : معنى ذلك : أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبـاؤنا ، أن أن نترك أن نفعل فـي أموالنا ما نشاء ، ولـيس معناه : تأمرك أن نفعل فـي أموالنا ما نشاء ، لأنه لـيس بذا أمرهم . وقال بعض الكوفـيـين نـحو هذا القول ، قال : وفـيها وجه آخر يجعل الأمر كالنهي ، كأنه قال : أصلاتك تأمرك بذا وتنهانا عن ذا ؟ فهي حينئذ مردودة علـى أن الأولـى منصوبة بقوله « تأمرك » ، وأن الثانـية منصوبة عطفـاً بها علـى « ما » التـي فـي قوله : { ما يَعْبُدُ } . وإذا كان ذلك كذلك ، كان معنى الكلام : أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبـاؤنا ، أو أن نترك أن نفعل فـي أموالنا ما نشاء ؟ وقد ذكر عن بعض القرّاء أنه قرأه « ما تَشاءُ » ، فمن قرأ ذلك كذلك فلا مؤنة فـيه ، وكانت « أن » الثانـية حينئذ معطوفة علـى « أن » الأولـى . وأما قولهم لشعيب : { إنَّكَ لأَنْتَ الـحَلِـيـمُ الرَّشِيدُ } فإنهم أعداء الله قالوا ذلك له استهزاء به وإنـما سفهوه وجهلوه بهذا الكلام . وبـما قلنا من ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : { إنَّكَ لأَنْتَ الـحَلِـيـمُ الرَّشِيدُ } قال : يستهزءون . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّكَ لأَنْتَ الـحَلِـيـمُ الرَّشِيدُ } الـمستهزءون يستهزءون بأنك لأنت الـحلـيـم الرشيد .