Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 106-106)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وما يقر أكثر هؤلاء الذين وصف عزّ وجلّ صفتهم بقوله : { وكأيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِـي السَّمَواتِ والأرْضِ يَـمْرُّونَ عَلَـيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ } بـالله ، أنه خالقه ورازقه وخالق كلّ شيء ، إلا وهم به مشركون فـي عبـادتهم الأوثان والأصنام ، واتـخاذهم من دونه أربـابـاً ، وزعمهم أنه له ولداً ، تعالـى الله عما يقولون . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمران بن عيـينة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ } … الآية ، قال : من إيـمانهم إذا قـيـل لهم من خـلق السماء ، ومن خـلق الأرض ، ومن خـلق الـجبـال ؟ قالوا : الله . وهم مشركون . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، فـي قوله : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال : تسألهم من خـلقهم ومن خـلق السموات والأرض ، فـيقولون : الله . فذلك إيـمانهم بـالله ، وهم يعبدون غيره . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيـل ، عن جابر ، عن عامر وعكرمة : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ } … الآية ، قالا : يعلـمون أنه ربهم ، وأنه خـلقهم ، وهم مشركون به . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن إسرائيـل ، عن جابر ، عن عامر وعكرمة بنـحوه . قال : ثنا ابن نـمير ، عن نصر ، عن عكرمة : { وَما يُؤْمِنُ أكْثُرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال : من إيـمانهم إذا قـيـل لهم : من خـلق السموات ؟ قالوا : الله وإذا سئلوا : من خـلقهم ؟ قالوا : الله وهم يشركون به بعد . قال : ثنا أبو نعيـم ، عن الفضل بن يزيد الثمالـي ، عن عكرمة ، قال : هو قول الله : { وَلَئِنْ سألْتَهُمْ مَنْ خَـلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضِ لَـيَقُولُنَّ اللّهُ } فإذا سئلوا عن الله وعن صفته ، وصفوه بغير صفته وجعلوا له ولداً وأشركوا به . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أكْثُرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } إيـمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويـميتنا . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } إيـمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويـميتنا . حدثنـي الـمثنى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } إيـمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويـميتنا ، فهذا إيـمان مع شرك عبـادتهم غيره . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال : إيـمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويـميتنا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا هانىء بن سعيد وأبو معاوية ، عن حجاج ، عن القاسم ، عن مـجاهد ، قال : يقولون : الله ربنا ، وهو يرزقنا وهم يشركون به بعد . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، قال : إيـمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويـميتنا . قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو تـميـلة ، عن أبـي حمزة ، عن جابر ، عن عكرمة ومـجاهد وعامر ، أنهم قالوا فـي هذه الآية : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال : لـيس أحد إلا وهو يعلـم أن الله خـلقه وخـلق السموات والأرض ، فهذا إيـمانهم ، ويكفرون بـما سوى ذلك . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما يُؤمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } فـي إيـمانهم هذا ، إنك لست تلقـى أحداً منهم إلا أنبأك أن الله ربه وهو الذي خـلقه ورزقه ، وهو مشرك فـي عبـادته . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وما يُؤْمِنُ أكْثَرهُمْ بـاللّهِ } … الآية ، قال : لا تسأل أحداً من الـمشركين من ربك إلا قال : ربـي الله ، وهو يشرك فـي ذلك . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } يعنـي النصارى . يقول : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَـلَقَ السَّمٰوَاتِ والأَرْضَ لَـيَقُولُنَّ الله وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَـلَقُهُمْ لَـيَقُولُنَّ الله ولئن سألتهم من يرزقكم من السماء والأرض ؟ لـيقولنّ الله . وهم من ذلك يشركون به ويعبدون غيره ويسجدون للأنداد دونه . حدثنـي الـمثنى ، قال : أخبرنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : كانوا يشركون به فـي تلبـيتهم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نـمير ، عن عبد الـملك ، عن عطاء : { وَما يُؤْمِنُ أكْثرُهُمْ بـاللّهِ } … الآية ، قال : يعلـمون أن الله ربهم ، وهم يشركون به بعد . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن عبد الـملك ، عن عطاء ، فـي قوله : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال : يعلـمون أن الله خالقهم ورازقهم ، وهم يشركون به . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : سمعت ابن زيد يقول : { وَما يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بـاللّهِ } … الآية ، قال : لـيس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بـالله ، ويعرف أن الله ربه ، وأن الله خالقه ورازقه ، وهو يشرك به ألا ترى كيف قال إبراهيـم : { أفَرأيْتُـمْ ما كُنْتُـمْ تَعْبُدُونَ أنْتُـمْ وآبـاؤُكُمُ الأقْدَمُونَ فإنَّهُمْ عَدُوّ لـي إلاَّ رَبَّ العَالَـمِينَ } قد عرف أنهم يعبدون ربّ العالـمين مع ما يعبدون . قال : فلـيس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به ، ألا ترى كيف كانت العرب تلبـي ، تقول : لبـيك اللهم لبـيك ، لا شريك لك ، إلا شريك هو لك ، تـملكه وما ملك ؟ الـمشركون كانوا يقولون هذا .