Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 28-29)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { وَيهْدِي إلَـيْهِ مَنْ أنَابَ } بـالتوبة الذين آمنوا . والذين آمنوا فـي موضع نصب ردّ علـى مَن ، لأن الذين آمنوا هم من أناب ترجم بها عنها . وقوله : { وَتَطْمَئِنُّ قَلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ } يقول : وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ } يقول : سكنت إلـى ذكر الله واستأنست به . وقوله : { ألا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ } يقول : ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوب الـمؤمنـين . وقـيـل : إنه عنى بذلك قلوب الـمؤمنـين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { ألاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ } لـمـحمد وأصحابه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل وحدثنا الـمثنى قال : ثنا إسحاق ، قال : ثناعبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { ألا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ } قال : لـمـحمد وأصحابه . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا أحمد بن يونس قال : ثنا سفـيان بن عيـينة فـي قوله : { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ } قال : هم أصحاب مـحمد صلى الله عليه وسلم . وقوله : { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ } الصالـحات من الأعمال ، وذلك العمل بـما أمرهم ربهم . { طُوَبى لَهُمْ } وطُوَبى فـي موضع رفع بلهم . وكان بعض أهل البصرة والكوفة يقول ذلك رفع ، كما يقال فـي الكلام : وَيْـلٌ لعمرو ، وإنـما أوثر الرفع فـي طُوبَى لـحسن الإضافة فـيه بغير لام ، وذلك أنه يقال فـيه طوبـاك ، كما يقال : ويْـلَك ووَيْبك ، ولولا حسن الإضافة فـيه بغير لام لكان النصب فـيه أحسن وأفصح ، كما النصب فـي قولهم : تَعْسا لزيد وبُعداً له وسحقاً أحسن ، إذ كانت الإضافة فـيها بغير لام لا تـحسن . وقد اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله { طُوبَى لَهُمْ } فقال بعضّهم : معناه : نِعْمَ ما لَهم . ذكر من قال ذلك : حدثنـي جعفر بن مـحمد البروريّ من أهل الكوفة ، قال : ثنا أبو زكريا الكلبـيّ ، عن عمر بن نافع ، قال : سئل عكرمة عن « طوبى لهم » ، قال : نِعْمَ ما لَهم . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا عمرو بن نافع ، عن عكرمة ، فـي قوله : { طُوَبى لَهُمْ } قال : نِعْم ما لَهم . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنـي عمرو بن نافع ، قال : سمعت عكرمة ، فـي قوله : { طُوَبى لَهُمْ } قال : نِعْم ما لَهم . وقال آخرون : معناه : غبْطةٌ لهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك : { طُوَبى لَهُمْ } قال : غِبْطة لهم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء ، عن جويبر ، عن الضحاك ، مثله . قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك ، مثله . وقال آخرون : معناه : فَرَح وقرّة عين . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ بن داود الـمثنى بن إبراهيـم ، قالا : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { طُوَبَى لَهُمْ } يقول : فَرَح وقرّة عين . وقال آخرون : معناه : حُسْنَى لهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { طُوَبى لَهُمْ } يقول : حُسْنَى لهم ، وهي كلـمة من كلام العرب . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { طُوَبى لَهُمْ } هذه كلـمة عربـية ، يقول الرجل : طُوَبى لك : أي أصبتَ خيراً . وقال آخرون : معناه : خير لهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن يـمان ، قال : ثنا سفـيان ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، قال : خير لهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيـم ، فـي قوله : { طُوَبى لَهُمْ } قال : الـخير والكرامة التـي أعطاهم الله . وقال آخرون : { طُوَبى لَهُمْ } اسم من أسماء الـجنة ، ومعنى الكلام : الـجنة لهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يـمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس : { طُوبَى لَهُمْ } قال : اسم الـجنة بـالـحبشية . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن مشجوع فـي قوله : { طُوَبى لَهُمْ } قال : « طوبى » : اسم الـجنة بـالهِندية . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا داود بن مهران ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر بن أبـي الـمُغيرة ، عن سعيد بن مشجوع ، قال : اسم الـجنة بـالهندية : طُوبَى . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن يـمان ، قال : ثنا سفـيان ، عن السديّ ، عن عكرمة : { طُوبَى لَهُمْ } قال : الـجنة . قال : ثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { طُوبَى لَهُمْ } قال : الـجنة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مآبٍ } قال : لـما خـلق الله الـجنة وفرغ منها قال : { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مآبٍ } وذلك حين أعجبته . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا شريك ، عن لـيث ، عن مـجاهد : { طُوبَى لَهُمْ } قال الـجنة . وقال آخرون : { طُوَبى لَهُمْ } : شجرة فـي الـجنة . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا قرة بن خالد ، عن موسى بن سالـم ، قال : قال ابن عبـاس : { طُوبَى لَهُمْ } شجرة فـي الـجنة . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله ، عن شَهْر بن حَوْشب ، عن أبـي هريرة : { طُوبَى لَهُمْ } : شجرة فـي الـجنة يقول لها : تفتقـي لعبدي عما شاء فتتفتق له عن الـخيـل بسروجها ولُـجُمها ، وعن الإبل بأزمَّتها ، وعم شاء من الكسوة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن شهر بن حوشب ، قال : طوبى : شجرة فـي الـجنة ، كلّ شجر الـجنة منها ، أغصانها من وراء سُور الـجنة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن معمر ، عن الأشعث ، بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبـي هريرة قال : فـي الـجنة شجرة يقال لها طُوَبى ، يقول الله لها : تفتقـي فذكر نـحو حديث ابن عبد الأعلـى ، عن ابن ثور . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا عبد الـجبـار ، قال : ثنا مروان ، قال : أخبرنا العلاء ، عن شمَّر بن عطية ، فـي قوله : { طُوبَى لَهُمْ } قال : هي شجرة فـي الـجنة يقال لها طوبى . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن سفـيان ، عن منصور ، عن حسان أبـي الأشرس ، عن مُغيث بن سُمَيّ ، قال : طُوَبى : شجرة فـي الـجنة ، لـيس فـي الـجنة دار إلا فـيها غصن منها ، فـيجيء الطائر فـيقع فـيدعوه ، فـيأكل من أحد جنبـيه قَدِيداً ومن الآخر شِواء ، ثم يقول : طِرْ فـيطير . قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن بعض أهل الشام ، قال : إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها علـى راحتـيه ، ثم دَمْلـجها بـين كفـيَّه ، ثم غرسها وسط أهل الـجنة ، ثم قال لها : امتدّي حتـى تبلغي مرضاتـي ففعلت ، فلـما استوت تفجَّرت من أصولها أنهار الـجنة ، وهي طُوَبى . حدثنا الفضل بن الصبـاح ، قال : ثنا إسماعيـل بن عبد الكريـم الصنعانـي ، قال : ثنـي عبد الصمد بن معقل ، أنه سمع وهبـاً يقول : إن فـي الـجنة شجرة يقال لها : طُوَبى ، يسير الراكب فـي ظلها مئة عام لا يقطعها زهرها رياط ، وورقها برود ، وقضبـانها عنبر ، وبطحاؤها ياقوت ، وترابها كافور ، ووحلها مسك ، يخرج من أصلها أنهار الـخمر واللبن والعسل ، وهي مـجلس لأهل الـجنة . فبـينا هم فـي مـجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم ، يقودون نُـجبُـاً مزمومة بسلاسل من ذهب ، وجوهها كالـمصابـيح من حسنها ، وبرها كخزّ الـمِرْعِزَّي من لـينه ، علـيها رحال ألواحها من ياقوت ، ودفوفها من ذهب ، وثـيابها من سندس وإستبرق ، فـينـيخونها ويقولون : إن ربنا أرسلنا إلـيكم لتزوروه وتسلـموا علـيه . قال : فـيركبونها . قال : فهي أسرع من الطائر ، وأوطأ من الفِراش نُـجُبـاً من غير مَهَنة ، يسير الرجل إلـى جنب أخيه وهو يكلـمه ويناجيه ، لا تصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها ، ولا بَرْك راحلة بَرْك صاحبتها ، حتـى إن الشجرة لتتنـحَّى عن طرقهم لئلا تفرّق بـين الرجل وأخيه . قال : فـيأتون إلـى الرحمن الرحيـم ، فـيسفر لهم عن وجهه الكريـم حتـى ينظروا إلـيه ، فإذا رأوه قالوا : اللهمّ أنت السلام ومنك السلام ، وحقّ لك الـجلال والإكرام قال : فـيقول تبـارك وتعالـى عند ذلك : أنا السلام ، ومنى السلام ، وعلـيكم حَقَّت رحمتـي ومـحبتـي ، مرحبـاً بعبـادي الذين خَشُونـي بغيب أطاعوا أمري قال : فـيقولون : ربنا إنا لـم نعبدك حقّ عبـادتك ولـم نقدّرك حقّ قدرك ، فأذن لنا بـالسجود قدامك قال : فـيقول الله : إنها لـيست بدار نصَب ولا عبـادة ، ولكنها دار مُلك ونعيـم ، وإنـي قد رَفَعت عنكم نَصَب العبـادة ، فسلونـي ما شئتـم ، فإن لكلّ رجل منكم أمنـيته فـيسألونه حتـى إن أقصرهم أمنـية لـيقول : ربّ تنافس أهل الدنـيا فـي دنـياهم فتضايقوا فـيها ، ربّ فآتنـي كلّ شيء كانوا فـيه من يوم خـلقتها إلـى أن انتهت الدنـيا فـيقول الله : لقد قَصَّرت بك الـيوم أمنـيتك ، ولقد سألت دون منزلتك ، هذا لك منـي ، وسأتـحفك بـمنزلتـي ، لأنه لـيس فـي عطائي نَكَد ولا تَصْرِيد . قال : ثم يقول : اعرضوا علـى عبـادي ما لـم تبلغ أمانـيُّهم ولـم يخطر لهم علـى بـال قال : فـيَعرضون علـيهم حتـى يقضوهم أمانـيهم التـي فـي أنفسهم ، فـيكون فـيـما يعرضون علـيهم براذينُ مقرنة ، علـى كلّ أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة ، علـى كلّ سرير منها قُبة من ذهب ، مُفْرَغة ، فـي كل قبة منها فرش من فُرُش الـجنة مظاهرة ، فـي كل قبة منها جاريتان من الـحور العين ، علـى كلّ جارية منهنّ ثوبـان من ثـياب الـجنة ، لـيس فـي الـجنة لون إلا وهو فـيهما ، ولا ريح طيّبة إلا قد عَبقتا به ، ينَفُذ ضوء وجوههما غلَظَ القبة ، حتـى يظن من يراهما أنهما من دون القبة ، يرى مخهما من فوق سُوقهما كالسلك الأبـيض من ياقوتة حمراء ، يريان له من الفضل علـى صحابته كفضل الشمس علـى الـحجارة أو أفضل ، ويرى هو لهما مثل ذلك . ثم يدخـل إلـيهما فـيحيـيانه ويقبلانه ويعانقانه ، ويقولان له : والله ما ظننا أن الله يخـلق مثلك ثم يأمر الله الـملائكة فـيسيرون بهم صفـا فـي الـجنة حتـى ينتهي كلّ رجل منهم إلـى منزلته التـي أُعدت له . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا علـي بن جرير ، عن حماد ، قال : شجرة فـي الـجنة فـي دار كل مؤمن غصن منها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن حسَّان بن أبـي الأشرس ، عن مُغيث بن سُمَيّ قال : طوبى : شجرة فـي الـجنة لو أن رجلاً ركب قلوصاً جذعاً أو جذعة ، ثم دار بها لـم يبلغ الـمكان الذي ارتـحل منه حتـى يـموت هرماً . وما من أهل الـجنة منزل إلا فـيه غصن من أغصان تلك الشجرة متدلّ علـيهم ، فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلـى إلـيهم فـيأكلون منه ما شاءوا ، ويجيء الطير فـيأكلون منه قديداً وشواء ما شاءوا ، ثم يطير . وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بنـحو ما قال من قال هي شجرة . ذكر الرواية بذلك : حدثنـي سلـيـمان بن داود القُومسي ، قال : ثنا أبو توبة الربـيع بن نافع ، قال : ثنا معاوية بن سلام ، عن زيد ، أنه سمع أبـا سلام ، قال : ثنا عامر بن زيد البكالـي ، أنه سمع عتبة بن عبد السلام يقول : جاء أعرابـيّ إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن فـي الـجنة فـاكهة ؟ قال : " نَعَمْ ، فِـيها شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى ، هِيَ تُطَابِقُ الفِرْدَوْسَ " . قال : أيّ شجر أرضنا تُشْبه ؟ قال : " لَـيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئاً مِنْ شَجَرِ أرْضِكَ ، وَلَكِنْ أتَـيْتَ الشَّامَ ؟ " فقال : لا يا رسول الله ، فقال : " فإنَّها تُشْبِهُ شَجَرَةً تُدْعَى الـجُوزَةَ ، تَنْبُتُ علـى ساقٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَنْتَشِرُ أعْلاها " قال : ما عظم أصلها ؟ قال : " لَوِ ارْتَـحَلتْ جَذَعَةٌ مِنْ إبلِ أهْلِكَ ما أحاطَتْ بأصلها حتـى تَنْكَسِرَ تَرْقوَتاها هَرَماً " . حدثنا الـحسن بن شبـيب ، قال : ثنا مـحمد بن زياد الـجريري ، عن فرات بن أبـي الفرات ، عن معاوية بن قُرة ، عن أبـيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مآبٍ : شَجَرَةٌ غَرَسَها اللّهُ بـيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِـيها مِنْ رَوْحِهِ بـالـحُلِـيّ والـحُلَلِ ، وَإنَّ أغْصَانَها لَتُرَى مِنْ وَرَاءِ سُورِ الـجَنَةِ " . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنـي عمرو بن الـحارث ، أن دراجا حدثه أن أبـا الهيثم حدثه ، عن أبـي سعيد الـخدريّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلا قال له : يا رسول الله ما طوبى ؟ قال : " شَجَرَةٌ فِـي الـجَنَّةِ مَسِيَرةُ مِئَةٍ سَنَةٍ ، ثِـيابُ أهْلِ الـجَنَّةِ تَـخْرُجُ مِنْ أكمامِها " . فعلى هذا التأويل الذي ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرواية به ، يجب أن يكون القول فـي رفع قوله : { طُوبَى لَهُمْ } خلاف القول الذي حكيناه عن أهل العربـية فـيه . وذلك أن الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طُوبى اسم شجرة فـي الـجنة ، فإذا كان كذلك فهو اسم لـمعرفة كزيد وعمرو . وإذا كان ذلك كذلك ، لـم يكن فـي قوله : { وَحُسْنُ مآبٍ } إلا الرفع عطفـاً به علـى « طوبى » . وأما قوله : { وَحُسْنُ مآبٍ } فإنه يقول : وحُسن منقلب كما : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن جويبر ، عن الضحاك : { وَحُسْنُ مآبٍ } قال : حسن منقلب .