Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-31)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك ، فقال بعضهم : معناه : وهم يكفرون بـالرحمن { وَلَوْ أنَّ قُرآنا سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ } : أي يكفرون بـالله ولو سير لهم الـجبـال بهذا القرآن . وقالوا : هو من الـمؤخر الذي معناه التقديـم . وجعلوا جواب « لو » مقدّماً قبلها ، وذلك أن الكلام علـى معنى قـيـلهم : ولو أن هذا القرآن سيرت به الـجبـال أو قُطِّعت به الأرض ، لكفروا بالرحمن . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجبالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } قال : هم الـمشركون من قريش ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو وسعت لنا أودية مكة ، وسيرت جبـالها ، فـاحترثناها ، وأحيـيت من مات منا ، أو قطِّع به الأرض ، أو كلـم به الـموتـى فقال الله تعالـى : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى بَلْ لِلّهِ الأمْرُ جَميعاً } . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } قول كفـار قريش لـمـحمد : سير جبـالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة ، أو قرّب لنا الشأم فإنا نتـجر إلـيها ، أو أخرج لنا آبـاءنا من القبور نكلـمهم فقال الله تعالـى : { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، بنـحوه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، نـحوه . قال : ابن جريج ، وقال عبد الله بن كثـير ، قالوا : لو فسحت عنا الـجبـال ، أو كلـمت به الـموتـى ، فنزل ذلك . قال ابن جريج ، وقال ابن عبـاس : قالوا : سير بـالقرآن الـجبـال ، قطع بـالقرآن الأرض ، أخرج به موتانا . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن كثـير : قالوا : لو فسحت عنا الـجبـال ، أو أجريت لنا الأنهار ، أو كلـمت به الـموتـى ، فنزل : { أفَلَـمْ يَـيْأسِ الَذِينَ آمَنُوا } . وقال آخرون : بل معناه : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ } كلام مبتدأ منقطع عن قوله : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بـالرَّحْمَنِ } . قال : وجواب « لو » مـحذوف استغنـي بـمعرفة السامعين الـمرادَ من الكلام عن ذكر جوابها . قالوا : والعرب تفعل ذلك كثـيراً ، ومنه قول امرىء القـيس : @ فَلَوْ أنَّها نَفْسٌ تَـمُوتُ سَرِيحَةً ولكِنَّها نَفْسٌ تَقَطَّعُ أنْفُسَا @@ وهو آخر بيت في القصيدة ، فترك الـجواب اكتفـاء بـمعرفة سامعه مراده ، وكما قال الآخر : @ فَأُقُسِمُ لَوْ شَيْءٌ أتانا رَسُولُهُ سِوَاكَ وَلكِنْ لَـمْ نَـجِدْ لكَ مَدْفَعا @@ ذكر من قال نـحو معنى ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } ذكر لنا أن قُريشاً قالوا : إن سرّك يا مـحمد اتبـاعك ، أو أن نتبعك ، فسير لنا جبـال تهامة ، أو زد لنا فـي حرمنا ، حتـى نتـخذ قطائع نـخترف فـيها ، أو أَحْي لنا فلاناً وفلاناً ناساً ماتوا فـي الـجاهلـية . فأنزل الله تعالـى : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } يقول : لو فعل هذا بقرآن قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : أن كفَّـار قريش قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم : أذهب عنا جبـال تهامة حتـى نتـخذها زرعاً فتكون لنا أرضين ، أو أحي لنا فلاناً وفلاناً يخبروننا حقّ ما تقول فقال الله : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى بَلِ لِلّهِ الأمْرُ جَمِيعاً } يقول : لو كان فعل ذلك بشيء من الكتب فـيـما مضى كان ذلك . حُدثت عن الـحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ } الآية … قال : قال كفـار قريش لـمـحمد صلى الله عليه وسلم : سير لنا الـجبـال كما سُخرت لداود ، أو قطِّع لنا الأرض كما قطِّعت لسلـيـمان فـاغتدى بها شهراً وراح بها شهراً ، أو كلـم لنا الـموتـى كما كان عيسى يكلـمهم يقول : لـم أُنزل بهذا كتابـاً ، ولكن كان شيئاً أعطيته أنبـيائي ورسلـي . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ } … الآية . قال : قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقاً فسير عنا هذه الـجبـال واجعلها حروثاً كهيئة أرض الشام ومصر والبُلْدان ، أو ابعث موتانا فأخبرهم فإنهم قد ماتوا علـى الذي نـحن علـيه فقال الله تعالـى : { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } : لـم يصنع ذلك بقرآن قَطُّ ولا كتاب ، فـيصنع ذلك بهذا القرآن . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : « أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أنْ لَوْ يَشاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً » . اختلف أهل الـمعرفة بكلام العرب فـي معنى قوله : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ } فكان بعض أهل البصرة يزعم أن معناه : ألـم يعلـم ويتبـيَّن ويستشهد لقـيـله ذلك ببـيت سحيـم بن وَثِـيـل الرياحيّ : @ أقُولُ لَهُمْ بـالشِّعْبِ إذْ يأمِرُونَنِـي ألَـمْ تَـيْأَسُوا أنّـي ابنُ فـارِسِ زَهْدِم @@ ويُروى : « يـيسروننـي » ، فمن رواه : « يـيسروننـي » فإنه أراد : يقسموننـي من الـميسر ، كما يقسم الـجَزور . ومن رواه : « يأسروننـي » ، فإنه أراد : الأسر . وقال : عنى بقوله : ألـم تـيأسوا : ألـم تعلـموا . وأنشدوا أيضاً فـي ذلك : @ ألَـمْ يَـيْأسِ الأقْوَامُ أنّـي أنا ابْنُهُ وإنْ كُنتُ عَنْ أرْضِ العَشِيرَةِ نائِيا @@ وفسروا قوله : « ألـم يـيأس » : ألـم يعلـم ويتبـين . وذُكر عن ابن الكلبـيّ أن ذلك لغة لـحيّ من النـخَع ، يقال لهم : وَهْبـيـل ، تقول : ألـم تـيأس ، كذا بـمعنى : ألـم تعلـمه . وذُكر عن القاسم بن معن أنها لغة هوزان ، وأنهم يقولون : يَئِست كذا : علـمت . وأما بعض الكوفـيـين فكان ينكر ذلك ، ويزعم أنه لـم يسمع أحداً من العرب يقول : « يئست » بـمعنى : « علـمت » ، ويقول هو فـي الـمعنى وإن لـم يكن مسموعاً : « يئست » بـمعنى : « علـمت » ، يتوجه إلـى ذلك أن الله قد أوقع إلـى الـمؤمنـين ، أنه لو شاء لهدَى الناس جميعاً ، فقال : أفلـم يـيأسوا علـماً ، يقول : يؤيسهم العلـم ، فكان فـيه العلـم مضمراً ، كما يقال : قد يئست منك أن لا تفلـح علـماً ، كأنه قـيـل : علـمته علـماً ، قال : وقول الشاعر : @ حتى إذَا يَئِسَ الرُّماةُ وأرْسَلُوا غُضْفـاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصَامها @@ معناه : حتـى إذا يئسوا من كلّ شيء مـما يـمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا ، فهو فـي معنى : حتـى إذا علـموا أن لـيس وجه إلا الذي رأوا وانتهى علـمهم ، فكان ما سواه يأساً . وأما أهل التأويـل فإنهم تأوّلوا ذلك بـمعنى : أفلـم يعلـم ويتبـين . ذكر من قال ذلك منهم : حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا هشيـم ، عن أبـي إسحاق الكوفـي ، عن مولـى يخبر أن علـيًّا رضي الله عنه كان يقرأ : « أفلـم يَتَبـيَّن الذين آمَنُوا » . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا عبد الوهاب ، عن هارون ، عن حنظلة ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عبـاس : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ } يقول : أفلم يتبين . حدثنا أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا يزيد ، عن جرير ، بن حازم ، عن الزبـير بن الحارث ، أو يعلى بن حكيـم ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، أنه كان يقرؤها : « أفَلَـمْ يَتَبَـيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا » قال : كتب الكاتب الأخرى هو ناعس . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا حجاج بن مـحمد ، عن ابن جريج ، قال فـي القراءة الأولـى : زعم ابن كثـير وغيره : « أفلـم يتبـين » . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : { أفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } يقول : ألـم يتبـين . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية بن صالـح ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس قوله : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } يقول : يعلـم . حدثنا عمران بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث ، قال : ثنا لـيث ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال : أفلـم يتبـين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، فـي قوله : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال : ألـم يتبـين الذين آمنوا . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال : ألـم يعلـم الذين آمنوا . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال : ألـم يعلـم الذين آمنوا . والصواب من القول فـي ذلك ما قاله أهل التأويـل : إن تأويـل ذلك : أفلـم يتبـين ويعلـم لإجماع أهل التأويـل علـى ذلك والأبـيات التـي أنشدناها فـيه . فتأويل الكلام إذن : ولو أن قرآناً سوى هذا القرآن كان سيرت به الـجبـال لسير بهذا القرآن ، أو قطِّعت به الأرض لقطِّعت بهذا ، أو كلِّـم به الـموتـى لكلِّـم بهذا ، ولو يفعل بقرآن قبل هذا القرآن لفُعل بهذا . { بَلْ لِلّهِ الأمْرُ جَمِيعاً } يقول : ذلك كله إلـيه وبـيده ، يهدى من يشاء إلـى الإيـمان فـيوفقه له ويضلّ من يشاء فـيخذله ، أفلـم يتبـين الذين آمنوا بـالله ورسوله إذ طمعوا فـي إجابتـي من سأل نبـيهم من تسيـير الـجبـال عنهم وتقريب أرض الشام علـيهم وإحياء موتاهم ، أن لو يشاء الله لهدَى الناس جميعاً إلـى الإيـمان به من غير إيجاد آية ولا إحداث شيء مـما سألوا إحداثه . يقول تعالـى ذكره : فما معنى مـحبتهم ذلك مع علـمهم بأن الهداية والإهلاك إلـيّ وبـيدي أنزلت آية أو لـم أنزلها أهدي من أشاء بغير إنزال آية ، وأضلّ من أردت مع إنزالها . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لا يُخْلِفُ الميعادَ } . يقول تعالـى ذكره : ولا يزال يا مـحمد الذين كفروا من قومك تُصيبهم بـما صنعوا من كفرهم بـالله وتكذيبهم إياك وإخراجهم لك من بـين أظهرهم قارعة ، وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنقم ، بـالقتل أحياناً ، وبـالـحروب أحياناً ، والقحط أحياناً . أو تـحلّ أنت يا مـحمد ، يقول : أو تنزل أنت قريبـاً من دارهم بجيشك وأصحابك حتـى يأتـي وعد الله الذي وعدك فـيهم ، وذلك ظهورك علـيهم وفتـحك أرضهم وقهرك إياهم بـالسيف . { إنَّ اللّهَ لا يُخْـلِفُ الـمِيعادَ } يقول : إن الله منـجزك يا مـحمد ما وعدك من الظهور علـيهم ، لأنه لا يخـلف وعده . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو داود ، قال : ثنا الـمسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : سرية . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال مـحمد : حتـى يأتـي وعد الله ، قال : فتـح مكة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن الـمسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس بنـحوه ، غير أنه لـم يذكر سرية . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا أبو قطن ، قال : ثنا الـمسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، أنه تلا هذه الآية : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : القارعة : السرية . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : هو مـحمد صلى الله عليه وسلم . حتـى { يأتَـي وَعْدُ اللّهِ } قال : فتـح مكة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو غسان ، قال : ثنا زهير ، أن خصيفـاً حدثهم ، عن عكرمة ، فـي قوله : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : نزلت بـالـمدينة فـي سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تـحلّ أنت يا مـحمد قريبـاً من دارهم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن النضر بن عربـي ، عن عكرمة : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : سرية . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً منْ دَارِهِمْ } قال : أنت يا مـحمد . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } يقول : عذاب من السماء ينزل علـيهم . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } يعنـي : نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } : تصاب منهم سرية ، أو تصاب منهم مصيبة ، أو يحلّ مـحمد قريبـاً من دارهم . وقوله : { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال : الفتـح . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا الـحجاج ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن عبد الله بن أبـي نـجيح : { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } يعنـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، نـحو حديث الـحسن ، عن شبـابة . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا قـيس ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : قال : قارعة ، قال : السرايا . قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا عبد الغفـار ، عن منصور ، عن مـجاهد : { قارِعَةٌ } : مصيبة من مـحمد . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : أنت يا مـحمد . { حتـى يأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال : الفتـح . قال : ثنا إسرائيـل ، عن خصيف ، عن مـجاهد : { قارِعَةٌ } قال : كتـيبة . قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبـيه ، عن سعيد بن جبـير : { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : سرية . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : أنت يا مـحمد . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنعُوا قارِعَةٌ } : أي بأعمالهم أعمال السوء . وقوله : { أوْ تَـحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ } أنت يا مـحمد . { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } ووعد الله : فتـح مكة . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { قارِعَةٌ } قال : وقـيعة . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : يعنـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، يقول : أو تـحلّ أنت قريبـاً من دارهم . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا مـحمد بن طلـحة ، عن طلـحة ، عن مـجاهد : { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : سرية . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفـيان ، عن ليث ، عن مـجاهد : { تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : السرايا : كان يبعثهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم . { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دارِهِمْ } أنت يا محمد . { حتى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال : فتح مكة . قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا إسرائيـل ، عن بعض أصحابه ، عن مـجاهد : { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : كتـيبة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال : قارعة من العذاب . وقال آخرون : معنى قوله : { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } تـحلّ القارعة قريبـاً من دارهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال الـحسن : { أوْ تَحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : أو تحلّ القارعة قريبـاً من دارهم . حدثنابشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الـحسن ، قال : { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال : أو تحلّ القارعة . وقال آخرون فـي قوله : { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال : يوم القـيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا معلـى بن أسد ، قال : ثنا إسماعيـل بن حكيـم ، عن رجل قد سماه عن الـحسن ، فـي قوله : { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال : يوم القـيامة .