Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 41-41)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : أو لـم ير هؤلاء الـمشركون من أهل مكة الذين يسألون مـحمداً الآيات ، أنا نأتـي الأرض فنفتـحها له أرضاً بعد أرض حوالـي أرضهم ، أفلا يخافون أن نفتـح له أرضهم كما فتـحنا له غيرها . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا مـحمد بن الصبـاح ، قال : ثنا هشيـم ، عن حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها منْ أطْرَافها } قال : أو لـم يروا أنا نفتـح لـمـحمد الأرض بعد الأرض . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } يعنـي بذلك : ما فتـح الله علـى مـحمد ، يقول : فذلك نقصانها . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سلـمة بن نبـيط ، عن الضحاك ، قال : ما تغلبت علـيه من أرض العدوّ . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، قال : كان الـحسن يقول فـي قوله : { أو لـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } فهو ظهور الـمسلـمين علـى الـمشركين . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ ، قال : ثنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } يعنـي أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان ينتقص له ما حوله من الأرضين ، ينظرون إلـى ذلك فلا يعتبرون ، قال الله فـي سورة الأنبـياء : { نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها أفَهُمُ الغالِبُونَ } بل نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون . وقال آخرون : بل معناه : أو لـم يروا أنا نأتـي الأرض فنـخرّبها ، أو لا يخافون أن نفعل بهم وبأرضهم مثل ذلك فنهلكهم ونـخرب أرضهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا علـيّ بن عاصم ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : أو لَـمْ يَرَوْا إلـى القرية تـخرب حتـى يكون العمران فـي ناحية . قال : ثنا حجاج بن مـحمد ، عن ابن جريج ، عن الأعرج ، أنه سمع مـجاهداً يقول : { نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : خرابها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن الأعرج ، عن مـجاهد ، مثله . قال : وقال ابن جريج : خرابها وهلاك الناس . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا إسرائيـل ، عن أبـي جعفر الفراء ، عن عكرمة ، قوله : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : نـخرّب من أطرافها . وقال آخرون : بل معناه : ننقص من بركتها وثمرتها وأهلها بـالـموت . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ننْقُصُها منْ أطْرَافها } يقول : نقصان أهلها وبركتها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { نَنْقُصها منْ أطْرَافها } قال : فـي الأنفس وفـي الثمرات ، وفـي خراب الأرض . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن طلـحة القناد ، عمن سمع الشعبـي ، قال : لو كانت الأرض تنقص لضاق علـيك حُشُّك ، ولكن تنقص الأنفس والثمرات . وقال آخرون : معناه : أنا نأتـي الأرض ننقصها من أهلها ، فنتطرّفهم بأخذهم بـالـموت . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { نَنْقُصُها منْ أطْرافها } قال : موت أهلها . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن سفـيان ، عن منصور ، عن مـجاهد : { ألَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : الـموت . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيـم ، قال : ثنا هارون النحوي ، قال : ثنا الزبـير بن الـحرث عن عكرمة ، فـي قوله : { نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : هو الـموت . ثم قال : لو كانت الأرض تنقص لـم نـجد مكاناً نـجلس فـيه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : كان عكرمة يقول : هو قبض الناس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : سئل عكرمة عن نقص الأرض ، قال : قبض الناس . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا جرير بن حازم ، عن يعلـى بن حكيـم ، عن عكرمة ، فـي قوله : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : لو كان كما يقولون لـما وجد أحدكم جبًّـا يخرأ فـيه . حدثنا الفضل بن الصبـاح ، قال : ثنا إسماعيـل بن علـية ، عن أبـي رجاء ، قال : سئل عكرمة وأنا أسمع عن هذه الآية : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } قال : الـموت . وقال آخرون : ننقصها من أطرافها بذهاب فقهائها وخيارها . ذكر من قال ذلك : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا طلـحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عبـاس ، قال : ذهاب علـماؤها وفقهاؤها وخيار أهلها . قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا عبد الوهاب ، عن مـجاهد ، قال : موت العلـماء . وأولـى الأقوال فـي تأويـل ذلك بـالصواب ، قول من قال : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } بظهور الـمسلـمين من أصحاب مـحمد صلى الله عليه وسلم علـيها وقهرهم أهلها ، أفلا يعتبرون بذلك فـيخافون ظهورهم علـى أرضهم وقهرهم إياهم ؟ وذلك أن الله توعد الذين سألوا رسوله الآيات من مُشركي قومه بقوله : { وإمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِيَ نَعِدُهُمْ أوْ نَتَوَفَّـيَنَّكَ فإنَّـما عَلَـيْكَ البَلاغُ وَعَلَـيْنا الـحسابُ } ثم وبخهم تعالـى ذكره بسوء اعتبـارهم ما يعاينون من فعل الله بضربـائهم من الكفـار ، وهم مع ذلك يسألون الآيات ، فقال : { أو لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } بقهر أهلها ، والغلبة علـيها من أطرافها وجوانبها ، وهم لا يعتبرون بـما يرون من ذلك . وأما قوله : { واللّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِـحُكْمِهِ } يقول : والله هو الذي يحكم فـينفذ حكمه ، ويقضي فـيـمضي قضاؤه ، وإذا جاء هؤلاء الـمشركين بـالله من أهل مكة حكم الله وقضاؤه لـم يستطيعوا ردّه . ويعنـي بقوله : { لا مُعَقِّبَ لِـحُكْمِهِ } : لا رادّ لـحكمه ، والـمعقِّب فـي كلام العرب : هو الذي يَكُرّ علـى الشيء ، وقوله : { وَهُوَ سَرِيعُ الـحِسابِ } يقول : والله سريع الـحساب يحصي أعمال هؤلاء الـمشركين لا يخفـى علـيه شيء ومن وراء جزائهم علـيها .