Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 30-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وجعل هؤلاء الذين بدّلوا نعمة الله كفرا لربهم أنداداً ، وهي جماع نِدّ ، وقد بـيَّنت معنى الندّ فـيـما مضى بشواهده بـما أغنى عن إعادته ، وإنـما أراد أنهم جعلوا لله شركاء كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : قوله : { وَجَعَلُوا لِلّهِ أنْدَادًا } والأنداد : الشركاء . وقوله : { لِـيُضِلُّوا عَنْ سَبِـيـلِهِ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامَّة قرّاء الكوفـيـين : { لِـيُضِلُّوا } بـمعنى : كي يضلوا الناس عن سبـيـل الله بـما فعلوا من ذلك . وقرأته عامة قرّاء أهل البصرة : « لَـيَضِلُّوا » بـمعنى : كي يضلّ جاعلو الأنداد لله عن سبـيـل الله . وقوله : { قُلْ تَـمَتَّعُوا } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل يا مـحمد لهم : تـمتعوا فـي الـحياة الدنـيا وعيداً من الله لهم لا إبـاحَة لهم التـمتع بها ولا أمراً علـى وجه العبـادة ، ولكن توبـيخاً وتهدداً ووعيداً ، وقد بَـيَّن ذلك بقوله : { فإنَّ مَصِيرَكُمْ إلـى النَّارِ } يقول : استـمتعوا فـي الـحياة الدنـيا ، فإنها سريعة الزوال عنكم ، وإلـى النار تصيرون عن قريب ، فتعلـمون هنالك غبّ تـمتعكم فـي الدنـيا بـمعاصي الله وكفركم فـيها به .