Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 42-43)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : { وَلاَ تَـحْسَبنَّ اللّهَ } يا مـحمد { غَافِلاً } ساهياً { عَمَّا يَعْمَلُ } هؤلاء الـمشركون من قومك ، بل هو عالـم بهم وبأعمالهم مـحصيها علـيهم ، لـيجزيهم جزاءهم فـي الـحين الذي قد سبق فـي علـمه أنه يجزيهم فـيه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا علـيّ بن ثابت ، عن جعفر بن برَقان ، عن ميـمون بن مِهران فـي قوله : { وَلا تَـحْسَبنَّ اللّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِـمُونَ } قال : هي وعيد للظالـم وتعزية للـمظلوم . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { إنَّـمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِـيَوْمٍ تَشْخصُ فِـيهِ الأبصار مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إلَـيْهِمْ طَرْفُهُمْ وأفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } . يقول تعالـى ذكره : إنـما يؤخر ربك يا مـحمد هؤلاء الظالـمين الذين يكذّبونك ويجحَدون نبوّتك ، لـيوم تشخص فـيه الأبصار . يقول : إنـما يؤخِّر عقابَهم وإنزال العذاب بهم ، إلـى يوم تشخَص فـيه أبصار الـخـلق وذلك يوم القـيامة ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { لِـيَوْم تَشْخَصُ فِـيهِ الأبْصَارُ } شخصت فـيه والله أبصارهم ، فلا ترتدّ إلـيهم . وأما قوله : { مُهْطِعِينَ } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي معناه فقال بعضهم : معناه : مسرعين . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا هاشم بن القاسم ، عن أبـي سعيد الـمؤدّب ، عن سالـم ، عن سعيد بن جبـير : { مُهْطِعِينَ } قال : النَّسَلان ، وهو الـخبب أو ما دون الـخبب ، شكّ أبو سعيد يخبون وهم ينظرون . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { مُهْطِعِينَ } قال : مسرعين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { مُهْطِعِينَ } يقول : منطلقـين عامدين إلـى الداعي . وقال آخرون : معنى ذلك : مديـمي النظر . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { مُهْطِعِينَ } يعنـي بـالإهطاع : النظر من غير أن يطرف . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن سعيد بن مسروق ، عن أبـي الضحى : { مُهْطِعِينَ } قال : الإهطاع : التـحميج الدائم الذي لا يَطْرِف . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن مغيرة ، عن أبـي الـخير بن تـميـم بن حَذْلَـم ، عن أبـيه ، فـي قوله : { مُهْطِعِينَ } قال : الإهطاع : التـحميج . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا الـمـحاربـي ، عن جويبر ، عن الضحاك : { مُهْطِعِينَ } قال : شدّة النظر الذي لا يطرف . حدثنـي الـمثنى ، قال : أخبرنا عمرو ، قال : أخبرنا هُشَيـم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، فـي قوله : { مُهْطِعِينَ } قال : شدة النظر فـي غير طَرْف . حُدثت عن الـحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { مُهْطِعِينَ } الإهطاع : شدة النظر فـي غير طَرْف . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء وحدثنـي الـحرث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حُذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { مُهْطِعِينَ } قال : مُديـمي النظر . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . وقال آخرون : معنى ذلك : لا يرفع رأسه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { مُهْطِعِينَ } قال : الـمهطع الذي لا يرفع رأسه . والإهطاع فـي كلام العرب بـمعنى الإسراع أشهر منه بـمعنى إدامة النظر ، ومن الإهطاع بـمعنى الإسراع ، قول الشاعر : @ وبِـمُهْطِعٍ سُرُحٍ كأنَّ زِمامَهُ فـي رأسِ جذْعٍ مِنْ أراك مُشَذَّبِ @@ وقول الآخر : @ بـمُسْتَهْطعٍ رَسْلٍ كأنَّ جَدِيـلَهُ بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِنْ صَوَامٍ مُـمَنَّعِ @@ وقوله : { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } يعنـي رافعي رؤوسهم . وإقناع الرأس : رفعه ومنه قول الشماخ : @ يُبـاكِرْنَ العِضَاهَ بـمُقْنَعاتٍ نَوَاجِذُهُنَّ كالـحَدَإِ الوَقـيعِ @@ يعنـي : أنهنّ يبـاكرن العضاه برؤوسهن مرفوعات إلـيها لتتناول منها ، ومنه أيضاً قول الراجز : @ أنْغَضَ نـحْوِي رأسَهْ وأقْنَعا كأنـمَا أبْصَرَ شَيْئاً أطْمَعا @@ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ } قال : الإقناع : رفع رؤوسهم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، وقال الـحسن ، قال : ثنا ورقاء وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حُذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { مُقْنِعِي } قال : رافعيها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر ، عن أبـي سعد ، قال : قال الـحسن : وجوه الناس يوم القـيامة إلـى السماء لا ينظر أحد إلـى أحد . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن عثمان بن الأسود ، أنه سمع مـجاهداً يقول فـي قوله : { مُهْطعينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : رافع رأسه هكذا ، { لاَ يَرْتَدُّ إلَـيهمْ طَرْفُهُمْ } . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، فـي قوله : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : رافعي رؤوسهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : الإقناعُ رفع رؤوسهم . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : الـمقنع الذي يرفع رأسه شاخصاً بصره لا يطرف . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، فـي قوله : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : رافعيها . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : الـمقنع الذي يرفع رأسه . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا الـمـحاربـي ، عن جويبر ، عن الضحاك : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : رافعي رؤوسهم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا هاشم بن القاسم ، عن أبـي سعيد ، عن سالـم ، عن سعيد : { مُقْنِعِي رُؤوسِهمْ } قال : رافعي رؤوسهم . وقوله : { لا يَرْتَدُّ إلَـيْهِمْ طَرْفُهُمْ } يقول : لا ترجع إلـيهم لشدّة النظر أبصارهم . كما : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { لا يَرْتَدُّ إلَـيْهمْ طَرْفُهُمْ وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : شاخصة أبصارهم . وقوله : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـله ، فقال بعضهم : معناه : متـخرّقة لا تعي من الـخير شيئاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة ، فـي قوله : { وأفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : متـخرقة لا تعي شيئاً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا مالك بن مغول ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة ، بـمثل ذلك . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إسرائيـل ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة ، مثله . حدثنا مـحمد بن عمارة ، قال : ثنا سهل بن عامر ، قال : ثنا مالك وإسرائيـل ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : متـخرقة لا تعي شيئاً من الـخير . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا يحيى بن عبـاد ، قال : ثنا مالك ، يعنـي ابن مغول ، قال : سمعت أبـا إسحاق ، عن مرّة إلاَّ أنه قال : لا تعي شيئاً . ولـم يقل من الـخير . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : أخبرنا إسرائيـل ، عن أبـي إسحاق ، عن مرّة ، مثله . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا مالك بن مغول ، وإسرائيـل عن أبـي إسحاق ، عن مرّة : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال أحدهما : خربة ، وقال الآخر : متـخرقة لا تعي شيئاً . حدثنـي مـحمد بن سعد قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : لـيس فـيها شيء من الـخير فهي كالـخربة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، قال : لـيس من الـخير شيء فـي أفئدتهم ، كقولك للبـيت الذي لـيس فـيه شيء إنـما هو هواء . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد فـي قوله : { وأفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : الأفئدة : القلوب هواء كما قال الله ، لـيس فـيها عقل ولا منفعة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن أبـي بكرة ، عن أبـي صالـح : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : لـيس فـيها شيء من الـخير . وقال آخرون : إنها لا تستقرّ فـي مكان تردّد فـي أجوافهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع وأحمد بن إسحاق ، قالا : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا شريك ، عن سالـم ، عن سعيد : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : تـمور فـي أجوافهم ، لـيس لها مكان تستقرّ فـيه . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا هاشم بن القاسم ، عن أبـي سعيد ، عن سالـم ، عن سعيد بنـحوه . وقال آخرون : معنى ذلك : أنها خرجت من أماكنها فنَشِبَت بـالـحلوق . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع وأحمد بن إسحاق ، قالا : ثنا أبو أحمد الزبـيري ، عن إسرائيـل ، عن سعيد ، عن مسروق عن أبـي الضحى : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : قد بلغت حناجرهم . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، فـي قوله : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : هواء لـيس فـيها شيء ، خرجت من صدورهم فنشبت فـي حلوقهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ } انتزعت حتـى صارت فـي حناجرهم لا تـخرج من أفواههم ، ولا تعود إلـى أمكنتها . وأولـى هذه الأقوال عندي بـالصواب فـي تأويـل ذلك قول من قال : معناه : أنها خالـية لـيس فـيها شيء من الـخير ، ولا تعقل شيئاً وذلك أن العرب تسمي كلّ أجوف خاو : هواء ومنه قول حسَّان بن ثابت : @ ألا أبْلِغْ أبـا سُفْـيانَ عَنّـي فأنْتَ مُـجَوَّفٌ نَـخِبٌ هَوَاءُ @@ ومنه قول الآخر :