Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 7-7)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول جلّ ثناؤه : واذكروا أيضاً حين آذنكم ربكم . وتأذّن : تفعَّل من أذن ، والعرب ربـما وضعت « تفعَّل » موضع « أفعل » ، كما قالوا : أوعدته وتوعدته بـمعنى واحد ، وآذن : أعلـم ، كما قال الـحارث بن حِلَّزة : @ آذَنَتْنا بِبَـيْنِها أسمْاءُ رُبَّ ثاوٍ يُـمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ @@ يعنـي بقوله : آذنتنا : أعلـمتنا . وذُكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ { وَإذْ تَأذَّنَ رَبُّكُمْ } « وإذ قال ربكم » . حدثنـي بذلك الحارث ، قال : ثنـي عبد العزيز ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش عنه حدثنـي يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَإذْ تَأذَّنَ رَبُّكُمْ } : وإذ قال ربكم ذلك التأذّن . وقوله : { لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } يقول : لئن شكرتـم ربكم بطاعتكم إياه فـيـما أمركم ونهاكم لأزيدنكم فـي أياديه عندكم ونعمه علـيكم علـى ما قد أعطاكم من النـجاة من آل فرعون والـخلاص من عذابهم . وقـيـل فـي ذلك قول غيره ، وهو ما : حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا الـحسين بن الـحسن ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، قال : سمعت علـيّ بن صالـح ، يقول فـي قول الله عزّ وجلّ : { لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنَّكم } قال : أي من طاعتـي . حدثنا الـمثنى ، قال : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك قال : سمعت علـيّ بن صالـح ، فذكر نـحوه . حدثنـي أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفـيان : { لئنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } قال : من طاعتـي . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا مالك بن مغول ، عن أبـان بن أبـي عياش ، عن الـحسن ، فـي قوله : { لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزيدَنَّكُمْ } قال : من طاعتـي . ولا وجه لهذا القول يفهم ، لأنه لـم يجر للطاعة فـي هذا الـموضع ذكر ، فـيقال : إن شكرتـمونـي علـيها زدتكم منها ، وإنـما جرى ذكر الـخبر عن إنعام الله علـى قوم موسى بقوله : { وَإذْ قالَ مُوسَى لقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَـيْكُمْ } ثم أخبرهم أن الله أعلـمهم إن شكروه علـى هذه النعمة زادهم ، فـالواجب فـي الـمفهوم أن يكون معنى الكلام : زادهم من نعمه ، لا مـما لـم يجر له ذكر من الطاعة ، إلا أن يكون أريد به : لئن شكرتـم فأطعتـمونـي بـالشكر لأزيدنكم من أسبـاب الشكر ما يعينكم علـيه ، فـيكون ذلك وجهاً . وقوله : { وَلَئِنْ كَفَرْتُـمْ إنَّ عَذَابِـي لَشَدِيدٌ } يقول : ولئن كفرتـم أيها القوم نعمة الله ، فجحدتـموها ، بترك شكره علـيها ، وخلافه فـي أمره ونهيه وركوبكم معاصيَه { إنَّ عَذَابِـي لَشَدِيدٌ } : أعذّبكم كما أعذّب من كفر بـي من خـلقـي . وكان بعض البصريـين يقول فـي معنى قوله : { وَإذْ تَأذَّنَ رَبُّكُمْ } وتأذّن ربكم . ويقول : « إذ » من حروف الزوائد . وقد دللنا علـى فساد ذلك فـيـما مضى قبل .