Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-79)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وقد كان أصحاب الغَيْضة ظالـمين ، يقول : كانوا بـالله كافرين . والأيكة : الشجر الـملتفّ الـمـجتـمع ، كما قال أمية : @ كَبُكا الـحَمامِ عَلـى فَرُو عِ الأيْكِ فـي الغُصْنِ الـجَوَانِـحْ @@ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا إسحاق بن إبراهيـم بن حبـيب بن الشهيد ، قال : ثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، قال ، قوله : { أصحَابُ الأيْكَةِ } قال : الشجر ، وكانوا يأكلون فـي الصيف الفـاكهة الرطبة ، وفـي الشتاء الـيابسة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَإنْ كانَ أصحَابُ الأَيْكَةِ لَظالِـمِينَ } ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة . وكان عامَّة شجرهم هذا الدَّوْم . وكان رسولهم فـيـما بلغنا شُعَيب صلى الله عليه وسلم ، أرسل إلـيهم وإلـى أهل مدين ، أرسل إلـى أمتـين من الناس ، وعُذّبتا بعذابـين شتـى . أما أهل مدين ، فأخذتهم الصيحة وأما أصحاب الأيكة ، فكانوا أهل شجر متكاوس ذُكر لنا أنه سلِّط علـيهم الـحرّ سبعة أيام ، لا يظلهم منه ظلّ ولا يـمنعهم منه شيء ، فبعث الله علـيهم سحابة ، فحَلُّوا تـحتها يـلتـمسون الرَّوْح فـيها ، فجعلها الله علـيهم عذابـاً ، بعث علـيهم نارا فـاضطرمت علـيهم فأكلتهم . فذلك عذاب يوم الظلَّة ، إنه كان عذاب يوم عظيـم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن أبـي حماد ، قال : ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبـيه عن سعيد بن جبـير ، قال : أصحاب الأيكة : أصحاب غَيْضَة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قوله : { وَإنْ كانَ أصحَابُ الأَيْكَةِ لَظالِـمِينَ } قال : قوم شعيب . قال ابن عبـاس : الأيكة ذات آجام وشجر كانوا فـيها . حدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : ثنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : فـي قوله : { أصحَابُ الأَيْكَةِ } قال : هم قوم شعيب ، والأيكة : الغيضة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا عمرو بن الـحارث ، عن سعيد بن أبـي هلال ، عن عمرو بن عبد الله ، عن قتادة ، أنه قال : إن أصحاب الأيكة ، والأيكة : الشجر الـملتفّ . وقوله : { فـانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } يقول : تعالـى ذكره : فـانتقمنا من ظلـمة أصحاب الأيكة . وقوله : { وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } يقول : وإن مدينة أصحاب الأيكة ومدينة قوم لوط . والهاء والـميـم فـي قوله : { وإنَّهما } من ذكر الـمدينتـين . { لَبِإمامٍ } يقول : لبطريق يأتـمون به فـي سفرهم ويهتدون به . { مُبِـينٍ } يقول : يبـين لـمن ائتـمّ به استقامته . وإنـما جعل الطريق إماماً لأنه يُؤَم ويُتَّبع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ بن أبـي طلـحة ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } يقول : علـى الطريق . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فـانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } يقول : طريق ظاهر . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء وحدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، وحدثنـي الـمثنى . قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } قال : بطريق معلـم . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } قال : طريق واضح . حُدثت عن الـحسين قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { لَبِإمامٍ مُبِـينٍ } بطريق مستبـين .