Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 114-114)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فكلوا أيها الناس مـما رزقكم الله من بهائم الأنعام التـي أحلها لكم حلالاً طيبـاً مُذَكَّاة غير مـحرّمة علـيكم . { وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ } يقول : واشكروا الله علـى نعمه التـي أنعم بها علـيكم فـي تـحلـيـله ما أحلّ لكم من ذلك ، وعلـى غير ذلك من نعمه . { إنْ كُنْتُـمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ } يقول : إن كنتـم تعبدون الله ، فتطيعونه فـيـما يأمركم وينهاكم . وكان بعضهم يقول : إنـما عنـي بقوله : { فَكُلُوا مِـمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّبـاً } طعاماً كان بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى الـمشركين من قومه فـي سِنِـي الـجدب والقحط رقة علـيهم ، فقال الله تعالـى للـمشركـين : فكلوا مـما رزقكم الله من هذا الذي بعث به إلـيكم حلالاً طيبـاً . وذلك تأويـل بعيد مـما يدلّ علـيه ظاهر التنزيـل ، وذلك أن الله تعالـى قد أتبع ذلك بقوله : { إنَّـمَا حَرَّمَ عَلَـيْكُمُ الـمَيْتَةَ والدَّمَ … } الآية والتـي بعدها ، فبـين بذلك أن قوله : { فَكُلُوا مِـمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّبـاً } إعلام من الله عبـاده أن ما كان الـمشركون يحرّمونه من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك مـما قد بـيَّنا قبل فـيـما مضى لا معنى له ، إذ كان ذلك من خطوات الشيطان ، فإن كلّ ذلك حلال لـم يحرّم الله منه شيئاً .