Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 101-101)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ولقد آتـينا موسى بن عمران تسع آيات بـيِّنات تُبـين لـمن رآها أنها حجج لـموسى شاهدة علـى صدقه وحقـيقة نبوّته . وقد اختلف أهل التأويـل فـيهنّ وما هنّ . فقال بعضهم فـي ذلك ما : حدثنـي به مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } قال : التسع الآيات البـينات : يده ، وعصاه ، ولسانه ، والبحر ، والطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم آيات مفصلات . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } إلقاء العصا مرّتـين عند فرعون ، ونزع يده ، والعقدة التـي كانت بلسانه ، وخمس آيات فـي الأعراف : الطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم . وقال آخرون : نـحواً من هذا القول ، غير أنهم جعلوا آيتـين منهنّ : إحداهما الطمسة ، والأخرى الـحجر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، عن برياة بن سفـيان ، عن مـحمد بن كعب القرظي ، قال : سألنـي عمر بن عبد العزيز ، عن قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } فقلت له : هي الطوفـان والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، والبحر ، وعصاه ، والطمسة ، والـحجر ، فقال : وما الطمسة ؟ فقلت : دعا موسى وأمَّن هارون ، فقال : قد أجيبت دعوتكما ، وقال عمر : كيف يكون الفقه إلا هكذا . فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بـمصر ، فإذا فـيها الـجوزة والبـيضة والعدسة ما تنكر ، مسخت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بـمصر . وقال آخرون : نـحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا اثنتـين منهنّ : إحداهما السنـين ، والأخرى النقص من الثمرات . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الـحسين بن واقد ، عن يزيد النـحوي ، عن عكرمة ومطر الورّاق ، فـي قوله : { تِسْعَ آياتٍ } قالا : الطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، والعصا ، والـيد ، والسنون ، ونقص من الثمرات . حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا هشيـم ، عن مغيرة ، عن الشعبـي ، فـي قوله : { تِسْع آياتٍ بَـيِّناتٍ } قال : الطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، والسنـين ، ونقص من الثمرات ، وعصاه ، ويده . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : سُئل عطاء بن أبـي ربـاح عن قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } ما هي ؟ قال : الطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، وعصى موسى ، ويده . قال : ابن جريج : وقال مـجاهد مثل قول عطاء ، وزاد : { أخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بـالسِّنِـينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ } قال : هما التاسعتان ، ويقولون : التاسعتان : السنـين ، وذهاب عجمة لسان موسى . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } وهي متتابعات ، وهي فـي سورة الأعراف { وَلَقَدْ أخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بـالسِّنِـينَ وَنِقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ } قال : السنـين فـي أهل البوادي ، ونقص من الثمرات لأهل القُرى ، فهاتان آيتان ، والطوافـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، هذه خمس ، ويد موسى إذ أخرجها بـيضاء للناظرين من غير سوء : البرص ، وعصاه إذ ألقاها ، فإذا هي ثعبـان مبـين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } قال : يد موسى ، وعصاه ، والطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم والسنـين ، ونقص من الثمرات . وقال آخرون نـحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا السنـين ، والنقص من الثمرات آية واحدة ، وجعلوا التاسعة : تلقـف العصا ما يأفكون . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : قال الـحسن ، فـي قوله : { تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } ، { وَلَقَدْ أخْذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بـالسِّنِـينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثّمَرَاتِ } قال : هذه آية واحدة ، والطوفـان ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والدم ، ويد موسى ، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبـان مبـين ، وإذ ألقاها فإذا هي تلقـف ما يأفكون . وقال آخرون فـي ذلك ما : حدثنـي مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنـي مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، قال : سمعت عبد الله بن سلـمة يحدّث عن صفوان بن عسال ، قال : قال يهوديّ لصاحبه : اذهب بنا إلـى النبـيّ حتـى نسأله عن هذه الآية . { ولَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيِّناتٍ } قال : لا تقل له نبـيّ ، فإنه إن سمعك صارت له أربعة أعين ، قال : فسألا ، فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم : " لا تُشْركُوا بـالله شَيْئاً ، وَلا تَسْرقُوا ، وَلا تَزْنُوا ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التـي حَرَّمَ اللّهُ إلاَّ بـالـحَقّ ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَأْكُلُوا الرّبـا ، وَلا تَـمْشُوا بَبريءٍ إلـى ذي سُلْطانٍ لِـيَقْتُلَهُ ، وَلا تَقْذِفُوا مُـحْصَنَةً ، أو قال : لا تَفرُّوا مِنَ الزَّحْف " شعبة الشاكّ " وأنْتُـمْ يا يَهُودُ عَلَـيْكُمْ خاصَّةً لا تَعْدُوا فـي السَّبْت " فقبَّلا يده ورجله ، وقالا : نشهد أنك نبـيّ ، قال : " فما يـمنعكما أن تسلـما ؟ " قالا : إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبـيّ ، وإنا نـخشى أن تقتلنا يهود . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا سهل بن يوسف وأبو داود وعبد الرحمن بن مهدي ، عن سعيد ، عن عمرو ، قال : سمعت عبد الله بن سلـمة يحدّث عن صفوان بن عسال الـمرادي ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحوه ، إلا أن ابن مهديّ قال : « لا تَـمْشُوا إلـى ذي سُلْطانٍ » وقال ابن مهدي : أراه قال : « ببريء » . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس وأبو أسامة بنـحوه ، عن شعبة بن الـحجاج ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن سلـمة ، عن صفوان بن عسال ، قال : قال يهودي لصاحبه : اذهب بنا إلـى هذا النبـيّ ، فقال صاحبه : لا تقل نبـيّ ، إنه لو سمعك كان له أربع أعين ، قال : فأتـيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسألانه عن تسع آيات بـينات ، فقال : " هنَّ : وَلا تُشْرِكُوا بـاللّهِ شَيْئاً ، وَلا تَسْرِقُوا ، وَلا تَزْنُوا ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التـي حَرَّمَ اللّهُ إلاَّ بـالـحَقّ ، وَلا تَـمْشُوا بِبَرِيءٍ إلـى ذِي سُلْطانٍ لِـيَقْتُلَهُ ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَأْكُلُوا الرّبـا ، وَلا تَقْذِفُوا الـمُـحْصَنَةَ ، وَلا تَوَلَّوْا يَوْمَ الزَّحْفِ وَعَلَـيْكُمْ خاصَةً يَهُودُ : أنْ لا تَعْدُوا فـي السَّبْتِ " قال : فقبَّلوا يديه ورجلـيه ، وقالوا : نشهد أنك نبـيّ ، قال : " فَمَا يَـمْنَعُكُمْ أنْ تَتَّبِعُونِـي ؟ " قالوا : إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبـيّ ، وإنا نـخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود . حدثنامـجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا شعبة بن الـحجاج ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن سلـمة ، عن صفوان بن عسَّال ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحوه . وأما قوله : { فـاسأَلْ بَنِـي إسْرَائيـلَ إذْ جاءَهُمْ } فإن عامَّة قرّاء الإسلام علـى قراءته علـى وجه الأمر بـمعنى : فـاسأل يا مـحمد بنـي إسرائيـل إذ جاءهم موسى ورُوي عن الـحسن البصري فـي تأويـله ما : حدثنـي به الـحارث ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا حجاج ، عن هارون ، عن إسماعيـل ، عن الـحسن { فأسأَلْ بَنِـي إسْرَائِيـلَ } قال : سؤالك إياهم : نظرك فـي القرآن . ورُوي عن ابن عبـاس أنه كان يقرأ ذلك : « فَسَأَلَ » بـمعنى : فسأل موسى فرعون بنـي إسرائيـل أن يرسلهم معه علـى وجه الـخبر . ذكر من قال ذلك : حدثنا أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا حجاج ، عن هارون ، عن حنظلة السَّدوسيّ ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عبـاس ، أنه قرأ : « فَسأَلَ بَنِـي إسْرَائِيـلَ إذْ جاءَهُمْ » يعنـي أن موسى سأل فرعونَ بنـي إسرائيـل أن يرسلهم معه . والقراءة التـي لا أستـجيز أن يُقرأ بغيرها ، هي القراءة التـي علـيها قرّاء الأمصار ، لإجماع الـحجة من القرّاء علـى تصويبها ، ورغبتهم عما خالفهم . وقوله : { فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنَ إنّـي لأَطُنُّكَ يا مُوسَى مَسْحُوراً } يقول : فقال لـموسى فرعونُ : إنـي لأظنك يا موسى تتعاطى علـم السحر ، فهذه العجائب التـي تفعلها من سحرك وقد يجوز أن يكون مراداً به إنـي لأظنك يا موسى ساحرا ، فوُضِع مفعول موضع فـاعل ، كما قـيـل : إنك مشؤوم علـينا وميـمون ، وإنـما هو شائم ويامن . وقد تأوّل بعضهم حجابـا مستورا ، بـمعنى : حجابـاً ساتراً ، والعرب قد تـخرج فـاعلاً بلفظ مفعول كثـيراً .