Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 15-15)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : من استقام علـى طريق الـحقّ فـاتبعه ، وذلك دين الله الذي ابتعث به نبـيه مـحمداً صلى الله عليه وسلم علـيه وسلـم { فإنَّـما يَهتَدي لِنَفسِهِ } يقول : فلـيس ينفع بلزومه الاستقامة ، وإيـمانه بـالله ورسوله غير نفسه { وَمَنْ ضَلَّ } يقول : ومن جار عن قصد السبـيـل ، فأخذ علـى غير هدى ، وكفر بـالله وبـمـحمد صلى الله عليه وسلم وبـما جاء به من عند الله من الـحقّ ، فلـيس يضرّ بضلاله وجوره عن الهدى غير نفسه ، لأنه يوجب لها بذلك غضب الله وألـيـم عذابه … وإنـما عنى بقوله { فإنَّـمَا يَضِلُّ عَلَـيها } فإنـما يكسب إثم ضلاله علـيها لا علـى غيرها . وقوله : { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } يعنـي تعالـى ذكره : ولا تـحمل حاملة حمل أخرى غيرها من الآثام . وقال : { وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } لأن معناها : ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى . يقال منه : وزرت كذا أزره وزراً ، والوزر : هو الإثم ، يجمع أوزاراً ، كما قال تعالـى : { وَلَكِنَّا حُمِّلْنا أوْزَاراً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ } وكأن معنى الكلام : ولا تأثم آثمة إثم أخرى ، ولكن علـى كل نفس إثمها دون إثم غيرها من الأنفس ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخرَى } : والله ما يحمل الله علـى عبد ذنب غيره ، ولا يؤاخذ إلا بعمله . وقوله : { وَما كُنَّا مَعَذّبِـينَ حتـى نَبْعَثَ رَسُولاً } يقول تعالـى ذكره : وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إلـيهم بـالرسل ، وإقامة الـحجة علـيهم بـالآيات التـي تقطع عذرهم . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما كُنَّا مُعَذّبِـينَ حتـى نَبَعَثَ رَسُولاً } : إن الله تبـارك وتعالـى لـيس يعذب أحدا حتـى يسبق إلـيه من الله خبراً ، ويأتيه من الله بـيِّنة ، ولـيس معذّبـاً أحداً إلا بذنبه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أبـي هريرة ، قال : إذا كان يوم القـيامة ، جمع الله تبـارك وتعالـى نسم الذين ماتوا فـي الفترة والـمعتوه والأصمّ والأبكم ، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا ، ثم أرسل رسولاً ، أن ادخـلوا النار ، فـيقولون : كيف ولـم يأتنا رسول ، وايـم الله لو دخـلوها لكانت علـيهم برداً وسلاماً ، ثم يرسل إلـيهم ، فـيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتـم { وَما كُنا مُعَذّبِـينَ حتـى نَبعَثَ رَسُولاً } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو سفـيان ، عن معمر ، عن همام ، عن أبـي هريرة نـحوه .