Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : يـمدّ ربك يا مـحمد كلا الفريقـين من مريدي العاجلة ، ومريدي الآخرة ، الساعي لها سعيها وهو مؤمن فـي هذه الدنـيا من عطائه ، فـيرزقهما جميعاً من رزقه إلـى بلوغهما الأمد ، واستـيفـائهما الأجل ما كتب لهما ، ثم تـختلف بهما الأحوال بعد الـمـمات ، وتفترق بهما بعد الورود الـمصادر ، ففريق مريدي العاجلة إلـى جهنـم مصدَرهم ، وفريق مريدي الآخرة إلـى الـجنة مآبهم { وَما كانَ عَطاء رَبِّكَ مَـحْظُوراً } يقول : وما كان عطاء ربك الذي يؤتـيه من يشاء من خـلقه فـي الدنـيا مـمنوعاً عمن بسطه علـيه لا يقدر أحد من خـلقه منعه من ذلك ، وقد آتاه الله إياه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كُلاّ نُـمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَـحْظُوراً } : أي منقوصاً ، وإن الله عزّ وجلّ قسم الدنـيا بـين البرّ والفـاجر ، والآخرة خصوصاً عند ربك للـمتقـين . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَـحْظُوراً } قال : منقوصاً . حدثنا مـحمد بن عبد الله الـمخرمي ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا سهل بن أبـي الصلت السراج ، قال : سمعت الـحسن يقول { كُلاّ نُـمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ } قال : كلا نعطى من الدنـيا البرّ والفـاجر . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس { مَنْ كانَ يُرِيدُ العاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِـيها ما نَشاءُ } … الآية { وَمَنْ أرَادَ الآخِرَةَ } … ثم قال { كُلاّ نُـمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ } قال ابن عبـاس : فـيرزق من أراد الدنـيا ، ويرزق من أراد الآخرة . قال ابن جريج { وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَـحْظُوراً } قال : مـمنوعاً . حدثنا بشر ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { كُلاّ نُـمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ } أهل الدنـيا وأهل الآخرة { مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَـحْظُوراً } قال : مـمنوعاً . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { كُلاّ نُـمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ } أهل الدنـيا وأهل الآخرة { مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَـحْظُوراً } من برّ ولا فـاجر ، قال : والـمـحظور : الـمـمنوع ، وقرأ { انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلـى بَعْضٍ والآخِرَةُ أكْبرُ دَرَجَاتٍ وأكْبَرُ تَفْضِيلاً }