Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 69-69)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : أم أمنتـم أيها القوم من ربكم ، وقد كفرتـم به بعد إنعامه علـيكم ، النعمة التـي قد علـمتـم أن يعيدكم فـي البحر تارة أخرى : يقول : مرّة أخرى ، والهاء التـي فـي قوله « فـيه » من ذكر البحر . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أنْ يُعيدَكُمْ فِـيهِ تارَةً أُخْرَى } : أي فـي البحر مرّة أخرى { فَـيُرْسلَ عَلَـيْكُمْ قاصِفـاً مِنَ الرّيحِ } وهي التـي تقصف ما مرّت به فتـحطمه وتدقه ، من قولهم : قصف فلان ظهر فلان : إذا كسره { فَـيُغْرِقَكُمْ بِـمَا كَفَرتُـمْ } يقول : فـيغرقكم الله بهذه الريح القاصف بـما كفرتـم ، يقول : بكفركم به { ثُمَّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعاً } يقول : ثم لا تـجدوا لكم علـينا تابعاً يتبعنا بـما فعلنا بكم ، ولا ثائراً يثأرنا بإهلاكنا إياكم . وقـيـل : تبـيعاً في موضع التابع ، كما قـيـل : علـيـم في موضع عالـم . والعرب تقول لكل طالب بدم أو دين أو غيره : تبـيع . ومنه قول الشاعر : @ عَدَوْا وَعَدَتْ غِزْلانُهُمْ فَكأنَّهَا ضَوَامنُ غُرْمٍ لَزّهُنَّ تَبِـيعُ @@ وبنـحو الذي قلنا فـي القاصف والتبـيع ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ بن داود ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَـيُرْسِلَ عَلَـيْكُمْ قَاصِفـاً مِنَ الرّيحِ } يقول : عاصفـاً . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس : قاصفـا التـي تُغْرق . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ثُمَّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعاً } يقول نصيراً . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحرث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قال مـحمد : ثائراً ، وقال الـحرث : نصيراً ثائراً . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد { ثُمَّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعاً } قال : ثائراً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعاً } أي لا نـخاف أن نتبع بشيء من ذلك . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ثُمَّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعاً } يقول : لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك . والتارة : جمعه تارات وتـير ، وفعلت منه : أترت .