Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 88-88)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول جل ثناؤه : قل يا مـحمد للذين قالوا لك : أنا نأتـي بـمثل هذا القرآن : لئن اجتـمعت الإنس والـجنّ علـى أن يأتوا بـمثله ، لا يأتون أبداً بـمثله ، ولو كان بعضهم لبعض عوناً وظهراً . وذُكِر أن هذه الآية نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب قوم من الـيهود جادلوه فـي القرآن ، وسألوه أن يأتـيهم بآية غيره شاهدة له علـى نبّوته ، لأن مثل هذا القرآن بهم قدرة علـى أن يأتوا به . ذكر الرواية بذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا مـحمد بن إسحاق ، قال : ثنا مـحمد بن أبـي مـحمد مولـى زيد بن ثابت ، قال : ثنـي سعيد بن جبـير أو عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : أتـى رسول الله صلى الله عليه وسلم مـحمود بن شحان وعمر بن أصان وبحري بن عمرو ، وعزيز بن أبـي عزيز ، وسلام بن مِشْكم ، فقالوا : أخبرنا يا مـحمد بهذا الذي جئنا به حقّ من عند الله عزّ وجلّ ، فإنا لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما وَاللّهِ أنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أنَّهُ مِنْ عِنْدَ اللّهِ تَـجِدُونَهُ مَكْتُوبـاً عِنْدَكُمْ ، وَلَوِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنُّ عَلـى أنْ يَأْتُوا بِـمِثْلِهِ ما جاءُوا بِهِ " فقال عند ذلك ، وهم جميعاً : فِنْـحاص ، وعبد الله بن صُورِيا ، وكِنانة بن أبـي الـحُقـيق ، وأَشِيع ، وكعب بن أسد ، وسموأل بن زيد ، وجبل بن عمرو : يا مـحمد ما يعلِّـمك هذا إنس ولا جان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما وَاللّهِ إنَّكُمْ لَتَعْلَـمُونَ أنَّهُ مِنْ عِنْدَ اللّهِ تَـجِدُونَهُ مَكْتُوبـاً عِنْدَكمْ فِـي التَّوْرَاةِ والإنـجِيـلِ " ، فقالوا : يا مـحمد ، إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ، ويقدر منه علـى ما أراد ، فأنزل علـينا كتابـاً نقرؤه ونعرفه ، وإلاَّ جئناك بـمثل ما يأتـي به ، فأنزل الله عزّ وجلّ فـيهم وفـيـما قالوا : { قُلْ لَئِنِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنُّ عَلـى أنْ يَأْتُوا بِـمِثْلِ هَذَا القُرآنِ لا يَأْتُونَ بِـمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله { لَئِنِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنُّ … } إلـى قوله { وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } قال : معيناً ، قال : يقول : لو برزت الـجنّ وأعانهم الإنس ، فتظاهروا لـم يأتوا بـمثل هذا القرآن . وقوله عزّ وجلّ { لا يَأْتُونَ بِـمِثْلهِ } رفع ، وهو جواب لقوله « لئن » ، لأن العرب إذا أجابت لئن بلا رفعوا ما بعدها ، لأن « لئن » كالـيـمين وجواب الـيـمين بلا مرفوع ، وربـما جزم لأن التـي يجاب بها زيدت علـيه لام ، كما قال الأعشى :