Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 98-98)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول عزّ ذكره : فلـما رأى ذو القرنـين أن يأجوج ومأجوج لا يستطيعون أن يظهروا ما بنـي من الردم ، ولا يقدرون عل نقبه ، قال : هذا الذي بنـيته وسوّيته حاجزاً بـين هذه الأمة ، ومن دون الردم رحمة من ربـي رحم بها من دون الردم من الناس ، فأعاننـي برحمته لهم حتـى بنـيته وسوّيته لـيكفّ بذلك غائلة هذه الأمة عنهم . وقوله : { فإذَا جاءَ وَعْدُ رَبّـي جَعَلَهُ دَكَّاءَ } يقول : فإذا جاء وعد ربـي الذي جعله ميقاتاً لظهور هذه الأمة وخروجها من وراء هذا الردم لهم ، جعله دكاء ، يقول : سوّاه بـالأرض ، فألزقه بها ، من قولهم : ناقة دكاء : مستوية الظهر لا سنام لها . وإنـما معنى الكلام : جعله مدكوكا ، فقـيـل : دكاء . وكان قتادة يقول فـي ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فإذَا جاءَ وَعدُ رَبـي جَعَلَه دَكَّاءَ } قال : لا أدري الـجبلـين يعنـي به ، أو ما بـينهما . وذُكر أن ذلك يكون كذلك بعد قتل عيسى ابن مريـم علـيه السلام الدجال . ذكر الخبر قال ذلك : حدثنـي أحمد بن إبراهيـم الدورقـي ، قال : ثنا هشيـم بن بشير ، قال : أخبرنا العوّام ، عن جبلة بن سحيـم ، عن مؤثر ، وهو ابن عفـارة العبدي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَقِـيتُ لَـيْـلَةَ الإسْرَاءِ إبْرَاهِيـمَ وَمُوسَى وَعيسَى فَتَذَاكرُوا أمْر السَّاعَةِ ، وَرَدُّوا الأَمْرَ إلـى إبْرَاهِيـمَ فَقالَ إبْرَاهِيـمُ : لا عِلْـمَ لـي بِها ، فَرَدُّوا الأمْرَ إلـى مُوسَى ، فقالَ مُوسَى : لا عِلْـمَ لـي بها ، فَرَدُّوا الأَمْرَ إلـى عِيسَى قالَ عِيسَى : أمَّا قِـيامُ السَّاعَةِ لا يَعْلَـمُهُ إلاَّ اللَّهُ ، وَلَكِنَّ رَبّـي قَدْ عَهِدَ إلـيَّ بِـمَا هُوَ كائِنٌ دُونَ وَقْتِها ، عَهِدَ إلـيَّ أنَّ الدَّجَّالَ خارجٌ ، وأنَّهُ مُهْبطي إلَـيْه ، فَذَكَرَ أنَّ مَعَهُ قَصَبَتَـيْنِ ، فإذَا رآنِـي أهْلَكَهُ اللَّهُ ، قالَ : فَـيَذُوبُ كمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، حتـى إنَّ الـحَجَرَ والشَّجَرَ لَـيَقُولُ : يا مُسْلِـمُ هَذَا كافِرٌ فـاقْتُلْهُ ، فَـيُهْلِكُهُمْ اللَّهُ ، وَيَرْجِعُ الناسُ إلـى بِلادِهِمْ وأوْطانِهِمْ فَـيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجَ مِنْ كُلّ حَدْبٍ يَنْسِلُونَ ، لا يَأْتُونَ عَلـى شَيْءٍ إلاَّ أكَلُوهُ ، وَالا يَـمُرُّونَ عَلـى ماءِ إلاَّ شَرِبُوهُ ، فـيَرّجِعُ النَّاسُ إلـيَّ ، فَـيَشْكُونَهُمْ ، فأدْعُوا اللَّهَ عَلَـيْهِمْ فَـيُـمِيتُهُمْ حتـى تَـجْوَى الأرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمُ ، فَـيَنْزِلُ الـمَطَرُ ، فَـيَجُرُّ أجْسادَهُمْ ، فـيُـلْقِـيهِمْ فِـي البَحْرِ ، ثُمَّ يَنْسِفُ الـجِبـالَ حتـى تَكُونَ الأرْضُ كالأديـم ، فَعَهِدَ إلـيَّ رَبّـي أنّ ذلكَ إذا كان كذلك ، فَإنَّ السَّاعَةَ مِنْهُمْ كالـحامِلِ الـمُتِـمّ الَّتِـي لا يَدْرِي أهْلُها مَتـى تَفْجَوهُمْ بِوِلادِها ، لَـيْلاً أوْ نَهاراً " حدثني عبـيد بن إسماعيـل ، قال : ثنا الـمـحاربـيّ ، عن أصبع بن زيد ، عن العوّام بن حوشب ، عن جبلة بن سحيـم ، عن مؤثر بن عَفـازَة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : لـما أُسْري برسول الله صلى الله عليه وسلم التقـي هو وإبراهيـم وموسى وعيسى علـيهم السلام . فتذاكروا أمر الساعة . فذكر نـحو حديث إبراهيـم الدورقـي عن هشيـم ، وزاد فـيه : قال العوّام بن حوشب : فوجدت تصديق ذلك فـي كتاب الله تعالـى ، قال الله عزّ وجلّ : { حتـى إذَا فُتِـحَتْ يأْجُوجُ ومَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الوَعْدُ الـحَقُّ فإذَا هِيَ شاخِصَةٌ أبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا } وقال : { فإذَا جاءَ وَعْدُ رَبّـي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وكانَ وَعْدُ رَبّـي حَقًّا } يقول : وكان وعد ربـي الذي وعد خـلقه فـي دكّ هذا الردم ، وخروج هؤلاء القوم علـى الناس ، وعيثهم فـيه ، وغير ذلك من وعده حقاً ، لأنه لا يخـلف الـميعاد فلا يقع غير ما وعد أنه كائن .