Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 71-71)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وإن منكم أيها الناس إلا وارد جهنـم ، كان علـى ربك يا مـحمد إيرادهموها قضاء مقضياً ، قد قضى ذلك وأوجبه فـي أمّ الكتاب . واختلف أهل العلـم فـي معنى الورود الذي ذكره الله فـي هذا الـموضع ، فقال بعضهم : الدخول . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيـينة عن عمرو ، قال : أخبرنـي من سمع ابن عبـاس يخاصم نافع بن الأزرق ، فقال ابن عبـاس : الورود : الدخول ، وقال نافع : لا ، فقرأ ابن عبـاس : { إنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّـمَ أنْتُـمْ لَهَا وَارِدُونَ } أورود هو أم لا ؟ وقال : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدُ الـمَوْرُودُ } أورود هو أم لا ؟ أما أنا وأنت فسندخـلها ، فـانظر هل نـخرج منها أم لا ؟ وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك ، قال : فضحك نافع . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبـي ربـاح ، قال : قال أبو راشد الـحَروريّ : ذكروا هذا فقال الـحروريّ : لا يسمعون حَسيسها ، قال ابن عبـاس : ويـلك أمـجنون أنت ؟ أين قوله تعالـى : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدِ الـمَوْرُودُ } وقوله { وَنَسُوقُ الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْداً } ، وقوله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } والله إن كان دعاء من مضى : اللهمّ أخرجنـي من النار سالـماً ، وأدخـلنـي الـجنة غانـماً . قال ابن جريج : يقول : الورود الذي ذكره الله فـي القرآن : الدخول ، لـيردنها كل برّ وفـاجر فـي القرآن أربعة أوراد { فأوْرَدَهُمُ النَّارَ } و { حَصَبُ جَهَنَّـمَ أنْتَـمْ لَهَا وَارِدُونَ } { وَنَسُوقُ الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْدا } ، وقوله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } يعرف البرّ والفـاجر ، ألـم تسمع إلـى قول الله تعالـى لفرعون : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدِ الـمَوْرُودُ } ، وقال { وَنَسوق الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْداً } فسمى الورود فـي النار دخولاً ، ولـيس بصادر . حدثنا الـحسن بن عرفة ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن بكار بن أبـي مروان ، عن خالد بن معدان ، قال : قال أهل الـجنة بعد ما دخـلوا الـجنة : ألـم يعدنا ربنا الورود علـى النار ؟ قال : قد مررتـم علـيها وهي خامدة . قال ابن عرفة ، قال مروان بن معاوية ، قال بكار بن أبـي مروان ، أو قال : جامدة . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا مرحوم بن عبد العزيز ، قال : ثنـي أبو عمران الـجَوْنـيّ ، عن أبـي خالد قال : تكون الأرض يوماً ناراً ، فماذا أعددتـم لها ؟ قال : فذلك قول الله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا } حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن علـية ، عن الـجريريّ ، عن أبـي السلـيـل ، عن غنـيـم بن قـيس ، قال : ذكروا ورود النار ، فقال كعب : تُـمْسَكُ النارُ للناس كأنها متن إهالة ، حتـى يستويَ علـيها أقدام الـخلائق بَرِّهم وفـاجرهم ، ثم يناديها مناد : أن أمسكي أصحابك ، ودعي أصحابـي ، قال : فـيُخْسَف بكلّ ولـيّ لها ، ولهي أعلـم بهم من الرجل بولده ، ويخرج الـمؤمنون ندية أبدانهم . قال : وقال كعب : ما بـين منكبـي الـخازن من خزنتها مسيرة سنة ، مع كلّ واحد منهم عمود له شعبتان ، يدفع به الدَّفْعة ، فـيصرع به فـي النار سبع مئة ألف . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يـمان ، عن مالك بن مغول ، عن أبـي إسحاق ، قال : كان أبو ميسرة إذا أوى إلـى فراشه ، قال : يا لـيت أمي لـم تلدنـي ، ثم يبكي ، فقـيـل : وما يبكيك يا أبـا ميسرة ؟ قال : أَخبرنا أنا واردوها ، ولـم يُخبرنا أنا صادرون عنها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن إسماعيـل ، عن قـيس ، قال : بكى عبد الله بن رواحة فـي مرضه ، فبكت امرأته ، فقال : ما يبكيكِ ، قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال ابن رواحة : إنـي قد علـمت إنـي وارد النار فما أدري أناج منها أنا أم لا ؟ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو عمرو داود بن الزبرقان ، قال : سمعت السديّ يذكر عن مرّة الهمدانـي ، عن ابن مسعود { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال : داخـلها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال : يدخـلها . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن عيـينة ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن قـيس بن أبـي حازم ، قال : كان عبد الله بن رواحة واضع رأسه فـي حجر امرأته ، فبكى ، فبكت امرأته ، قال : ما يبكيك ؟ قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال : إنـي ذكرت قول الله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } فلا أدري أنـجو منها ، أم لا ؟ . وقال آخرون : بل هو الـمَرّ علـيها . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } يعنـي جهنـم مرّ الناس علـيها . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة فـي قوله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال : هو الـمرّ علـيها . حدثنا خلاد بن أسلـم ، قال : أخبرنا النضر ، قال : أخبرنا إسرائيـل ، قال : أخبرنا أبو إسحاق ، عن أبـي الأحوص ، عن عبد الله فـي قوله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال : الصراط علـى جهنـم مثل حدّ السيف ، فتـمرّ الطبقة الأولـى كالبرق ، والثانـية كالريح ، والثالثة كأجود الـخيـل ، والرابعة كأجود البهائم . ثم يـمرّون والـملائكة يقولون : اللهمّ سلـم سلـم . وقال آخرون : بل الورود : هو الدخول ، ولكنه عنى الكفـار دون الـمؤمنـين . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرنـي عبد الله بن السائب ، عن رجل سمع ابن عبـاس يقرؤها { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } يعنـي الكفـار ، قال : لا يردها مؤمن . حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا عمرو بن الولـيد الشَّنِّـي ، قال : سمعت عكرمة يقول { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } يعنـي الكفـار . وقال آخرون : بل الورود عام لكلّ مؤمن وكافر ، غير أن ورود الـمؤمن الـمرور ، وورود الكافر الدخول . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } ورود الـمسلـمين الـمرور علـى الـجسر بـين ظهريها وورود الـمشركين أن يدخـلوها ، قال : وقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم : " الزَّالُّونَ والزَّالاَّتُ يَؤْمَئِذٍ كَثِـيرٌ ، وَقَدْ أحاطَ الـجِسْرَ سِماطانِ مِنَ الـمَلائكَةِ ، دَعْوَاهُمْ يَؤْمَئِذٍ يا أللَّهُ سَلِّـمْ سَلِّـمْ " وقال آخرون : ورود الـمؤمن ما يصيبه فـي الدنـيا من حمَّى ومرض . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يـمان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مـجاهد قال : الـحمى حظّ كلّ مؤمن من النار ، ثم قرأ : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } . حدثنـي عمران بن بكار الكلاعي ، قال : ثنا أبو الـمغيرة ، قال : ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تـميـم ، قال : ثنا إسماعيـل بن عبـيد الله ، عن أبـي صالـح ، عن أبـي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلاً من أصحابه وبه وعك وأنا معه ، ثم قال : " إن الله يقول : هي ناري أسلطها علـى عبدي الـمؤمن ، لتكون حظه من النار فـي الآخرة " وقال آخرون : يردُها الـجميع ، ثم يصدر عنها الـمؤمنون بأعمالهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، قال : ثنـي السدي ، عن مرّة ، عن عبد الله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال : يردُونها ثم يصدرون عنها بأعمالهم . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا شعبة ، عن السديّ ، عن مرّة ، عن عبد الله ، بنـحوه . حدثنـي مـحمد بن عبـيد الـمـحاربـي ، قال : ثنا أسبـاط ، عن عبد الـملك ، عن عبـيد الله ، عن مـجاهد ، قال : كنت عند ابن عبـاس ، فأتاه رجل يقال له أبو راشد ، وهو نافع بن الأزرق ، فقال له : يا ابن عبـاس أرأيت قول الله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } قال : أما أنا وأنت يا أبـا راشد فسنردها ، فـانظر هل نصدر عنها أم لا ؟ . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرنـي أبو الزبـير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن الورود ، فقال : « نـحن يوم القـيامة علـى كوى أو كرى ، فوق الناس ، فتدعي الأمـم بأوثانها ، وما كانت تعبد الأوّل فـالأوّل ، فـينطلق بهم ويتبعونه ، قال : ويعطي كلّ إنسان منافق ومؤمن نوراً ، ويغشى ظلـمة ثم يتبعونه ، وعلـى جسر جهنـم كلالـيب تأخذ من شاء الله ، فَـيُطْفأ نور الـمنافق ، وينـجو الـمؤمنون ، فتنـجو أوّل زمرة كالقمر لـيـلة البدر ، وسبعون ألفـاً لا حساب علـيهم ، ثم الذين يـلونهم كأضوأ نـجم فـي السماء ، ثم كذلك ، ثم تـحلّ الشفـاعة فـيشفعون ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله مـمن فـي قلبه وزن شعيرة من خير ، ثم يـلقون تلقاء الـجنة ، ويهريق علـيهم أهل الـجنة الـماء ، فـينبتون نبـات الشيء فـي السيـل ، ثم يسألون فـيجعل لهم الدنـيا وعشرة أمثالها » . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن الـمبـارك ، عن الـحسن ، قال : قال رجل لأخيه : هل أتاك بأنك وارد النار ؟ قال : نعم ، قال : فهل أتاك أنك صادر عنها ؟ قال : لا ، قال : ففـيـم الضحك ؟ قال : فما رؤي ضاحكاً حتـى لـحق بـالله . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا عمرو بن الـحارث أن بكيراً حدّثه أنه قال لبسر بن سعيد : إن فلانا يقول : إن ورود النار القـيام علـيها . قال بسر : أما أبو هريرة فسمعته يقول : « إذا كان يوم القـيامة ، يجتـمع الناس نادى مناد : لـيـلـحق كل أناس بـما كانوا يعبدون ، فـيقوم هذا إلـى الـحجر ، وهذا إلـى الفرس ، وهذا إلـى الـخشبة حتـى يبقـى الذين يعبدون الله ، فـيأتـيهم الله ، فإذا رأوه قاموا إلـيه ، فـيذهب بهم فـيسلك بهم علـى الصراط ، وفـيه علـيق ، فعند ذلك يؤذن بـالشفـاعة ، فـيـمرّ الناس ، والنبـيون يقولون : اللهمّ سلم سلم » . قال بكير : فكان ابن عميرة يقول : فناج مسلـم ومنكوس فـي جهنـم ومخدوش ، ثم ناج . وأولى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال : يردها الـجميع ثم يصدر عنها الـمؤمنون ، فـينـجيهم الله ، ويهوي فـيها الكفـار وورودهموها هو ما تظاهرت به الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرورهم علـى الصراط الـمنصوب علـى متن جهنـم ، فناج مسلـم ومكدس فـيها . ذكر الأخبـار الـمروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن أبـي سفـيان ، عن جابر ، عن أمّ مبشر امرأة زيد بن حارثة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فـي بـيت حفصة : " لا يَدْخُـلُ النَّارَ أحَدٌ شَهِدَ بَدْراً والحُدَيْبِـيَةَ " قالت : فقالت حفصة : يا رسول الله ، ألـيس الله يقول : { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمَهْ ثُمَّ يَنَـجِّي اللَّهُ الَّذِين اتَّقُوا " حدثنا الـحسن بن مدرك ، قال : ثنا يحيى بن حماد ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبـي سفـيان ، عن جابر ، عن أمّ مبشر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بـمثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبـي سفـيان ، عن جابر ، عن أمّ مبشر ، عن حفصة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّـي لأَرْجُو أنْ لا يَدْخُـلَ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْراً والـحُدَيْبِـيَةَ " ، قالت : فقلت يا رسول الله ، ألـيس الله يقول { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } ؟ قال : " فَلَـمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ : ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا " ؟ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن عُلَـية ، عن مـحمد بن إسحاق ، قال : ثنـي عبـيد الله بن الـمغيرة بن معيقب ، عن سلـيـمان بن عمرو بن عبد العِتْواريّ ، أحد بنـي لـيث ، وكان فـي حجر أبـي سعيد ، قال : سمعت أبـا سعيد الـخُدريّ يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يُوضَعُ الصِّرَاطُ بـينَ ظَهْرَيْ جَهَنَّـمَ ، عَلَـيْهِ حَسكٌ كحَسكِ السَّعْدانِ ، ثُمَّ يَسْتَـجِيزُ النَّاسُ ، فنَاجٍ مُسْلِـمٌ ومَـجْرُوحٌ بِهِ ، ثمَّ ناجٍ ومُـحْتَبِسٌ ومُكَدَّسٌ فِـيها ، حتـى إذَا فَرَغَ اللّهُ مِنَ القَضَاءِ بـينَ العِبـادِ تَفَقَّدَ الـمُؤْمِنُونَ رِجالاً كانُوا مَعَهُمْ فِـي الدُّنْـيا يُصَلُّونَ صَلاَتَهُمْ ، وَيُزَكُّونَ زَكاتَهُمْ وَيَصُومُون صِيامَهُمْ ، ويَحُجُّونَ حَجَّهُمْ ، ويَغْزُونَ غَزْوَهُمْ ، فَـيَقُولُونَ : أيّ رَبَّنا عِبـادٌ مِنْ عِبـادِكَ كانُوا مَعَنا فِـي الدنْـيا ، يُصَلُّونَ صَلاتَنا ، وَيُزَكُّونَ زَكاتَنا ، وَيَصُومُونَ صِيامَنا ، ويَحُجُّونَ حَجَّنا ، ويَغْزُونَ غَزْونا ، لا نَرَاهُمْ ، فَـيَقُولُ : اذْهَبُوا إلـى النَّارِ ، فَمَنْ وَجَدْتُـمْ فِـيها مِنْهُمْ فأخْرِجُوهُ ، فَـيَجِدُونَهُمْ قَدْ أخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلـى قَدْرِ أعمالِهمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أخَذَتْهُ النَّارُ إلـى قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أخَذَتْهُ إلـى نِصْفِ ساقَـيهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أخَذَتْهُ إلـى رُكْبَتَـيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أخَذَتْهُ إلـى ثَدِيَـيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أخَذَتْهُ إلـى عُنُقِهِ ولَـمْ تَغْشَ الوُجُوهَ ، فَـيَسْتَـخْرِجُونَهُمْ مِنْها ، فَـيَطْرَحُونَهُمْ فِـي ماءِ الـحَياةِ " قِـيـلَ : وَما ماءُ الـحَياةِ يا رَسول اللّهِ ؟ قال : " غُسْلُ أهْلِ الـجَنَّةِ ، فَـيَنْبُتُونَ كمَا تَنْبُتُ الزَّرْعَةُ فِـي غُثاءِ السَّيْـلِ ، ثُمَّ تَشْفَعُ الأنْبِـياءُ فِـي كُلّ مَنْ كانَ يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ مُخْـلِصاً ، فَـيَسْتَـخْرِجُونَهُمْ مِنْها ، ثُمَّ يَتَـحَننُ اللّهُ برحْمَتِهِ عَلـى مَنْ فِـيها ، فَمَا يَتْرُكُ فِـيها عَبْداً فِـي قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيـمَانِ إلاَّ أخْرَجَهُ مِنْها " حدثنـي مـحمد بن عبد الله بن عبد الـحكم ، قال : ثنا أبـي وشعيب بن اللـيث ، عن اللـيث بن خالد ، عن يزيد بن أبـي هلال ، عن زيد بن أسلـم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبـي سعيد الـخُدريّ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يُؤْتَـى بـالـجِسْرِ يعنـي يوم القـيامة فَـيُجْعَلُ بـينَ ظَهْرَيْ جَهَنـمَ " قلنا : يا رسول الله وما الـجسر ؟ قال : " مَدحَضَةٌ مزَلَّةٌ ، عَلَـيْهِ خَطاطِيفُ وكَلالِـيبُ وحَسْكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لها شَوْكة عُقَـيْفـاءُ تَكُونُ بِنَـجْدٍ ، يُقالُ لَهَا السَّعْدانُ ، يَـمُرُّ الـمُؤْمِنُونَ عَلَـيْها كالطَّرْفِ والبَرْقِ وكالرّيحِ ، وكأجاوِدِ الـخَيْـلِ والرّكابِ ، فَناجٍ مُسْلِـم ، ومَخْدُوشٌ مُسْلِـمٌ ، ومَكْدُوسٌ فِـي جَهَنَّـمَ ، ثُمَّ يَـمُرُّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبـاً ، فَمَا أنْتُـمْ بأشَدَّ مُناشَدَةٍ لـي فِـي الـحَقِّ قَد تبَـيَّنَ لَكُمْ ، مِنَ الـمُؤْمِنِـينَ يَوْمَئِذٍ للـجَبَّـارِ تَبـارَك وَتَعالـى ، إذَا رأوْهُمْ قَدْ نَـجَوا وَبَقِـيَ إخْوانُهُمْ " حدثنـي أحمد بن عيسى ، قال : ثنا سعيد بن كثـير بن عُفَـير ، قال : ثنا ابن لَهيعة ، عن أبـي الزبـير ، قال : سألت جابر بن عبد الله عن الورود ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هُوَ الدُّخولُ ، يَردُونَ النَّارَ حتـى يَخْرُجُوا مِنْها ، فآخِرُ مَنْ يَبْقَـى رَجُلٌ عَلـى الصِّراطِ يَزْحَفُ ، فَـيرْفَعُ اللّهُ لَهُ شَجَرَةً ، قالَ : فَـيَقُولُ : أيْ رَبِّ أدْنَنِـي مِنْها ، قالَ : فَـيُدْنِـيهِ اللّهُ تَبـارَكَ وتَعَالـى مِنْها ، قالَ : ثُمَّ يَقُولُ : أيْ رَبِّ أدْخِـلْنِـي الـجَنَّةَ ، قالَ : فَـيَقُولُ : سَلْ ، قالَ : فَـيَسألُ ، قال : فَـيَقُولُ : ذلكَ لَكَ وَعَشْرَةُ أضْعافِهِ أوْ نَـحْوُها قالَ : فَـيَقُولُ : يا رَبّ تَسْتَهْزِىءُ بِـي ؟ قالَ : فَـيَضْحَكُ حتـى تَبْدُو لَهْوَاتُهُ وأضْرَاسُهُ " حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنـي يحيى بن أيوب « ح » وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مـحمد بن زيد ، عن رشدين ، جميعا عن زياد بن فـائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبـيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَنْ حَرَسَ وَرَاءَ الـمُسْلِـمِينَ فِـي سَبِـيـلِ اللّهِ مُتَطَوِّعاً ، لا يأْخُذُهُ سُلْطانٌ بحرَسٍ ، لَـمْ يَرَ النَّارَ بعَيْنِهِ إلاَّ تَـحِلَّةَ القَسَمِ ، فإنَّ اللّهَ تَعالـى يَقُولُ وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها " حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرَّزاق ، قال : أخبرنا معمر ، أخبرنـي الزهريّ ، عن ابن الـمسيب عن أبـي هريرة ، أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ ماتَ لَهُ ثَلاثَةٌ لَـمْ تَـمَسَّهُ النَّارُ إلاَّ تَـحِلَّةَ القَسَمِ " يعنـي : الورود . وأما قوله : { كانَ عَلَـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله ، فقال بعضهم معناه : كان علـى ربك قضاء مقضياً . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { حَتْـماً } قال : قضاء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج { حَتْـماً مَقْضِيًّا } قال : قضاء . وقال آخرون : بل معناه : كان علـى ربك قسماً واجبـاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو عمرو داود بن الزِّبْرِقان ، قال : سمعت السديّ يذكر عن مرّة الهمدانـيّ ، عن ابن مسعود { كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } قال : قسماً واجبـاً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } يقول : قسماً واجبـاً . قال أبو جعفر : وقد بـيَّنت القول فـي ذلك .