Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 96-97)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : إن الذين آمنوا بـالله ورسوله ، وصدّقوا بـما جاءهم من عند ربهم ، فعملوا به ، فأحلوا حلاله ، وحرّموا حرامه { سيجعلُ لهمُ الرحمنُ وداً } فـي الدنـيا ، فـي صدور عبـاده الـمؤمنـين . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يحيى بن طلـحة ، قال : ثنا شريك ، عن مسلـم الـملائي ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : مـحبة الناس فـي الدنـيا . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : حبـاً . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : الودّ من الـمسلـمين فـي الدنـيا ، والرزق الـحسن . واللسان الصادق . حدثنـي يحيى بن طلـحة ، قال : ثنا شريك ، عن عبـيد الـمُكْتِبِ ، عن مـجاهد ، فـي قوله { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : مـحبة فـي الـمسلـمين فـي الدنـيا . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن القاسم بن أبـي بزّة ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : يحبهم ويحببهم إلـى خـلقه . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : يحبهم ويحببهم إلـى الـمؤمنـين . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا علـيّ بن هاشم ، عن أبـي لـيـلـى ، عن الـحكم ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، قال : يحبهم ويحببهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الـحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو ، عن قتادة ، فـي قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : ما أقبل عبد الله إلا أقبل الله بقلوب العبـاد إلـيه ، وزاده من عنده . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } : إي والله فـي قلوب أهل الإيـمان . ذُكر لنا أن هَرِم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلـى الله ، إلا أقبل الله بقلوب الـمؤمنـين إلـيه ، حتـى يرزقه مودّتهم ورحمتهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، أن عثمان بن عفـان كان يقول : ما من الناس عبد يعمل خيراً ولا يعمل شرًّا ، إلا كساه الله رداء عمله . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن الثوريّ ، عن مسلـم ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : مـحبة . وذُكر أن هذه الآية نزلت فـي عبد الرحمن بن عوف . حدثنـي مـحمد بن عبد الله بن سعيد الواسطيّ ، قال : أخبرنا يعقوب بن مـحمد ، قال : ثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن عثمان بن أبـي سلـيـمان بن جُبـير بن مطعم ، عن أبـيه ، عن أمه أمّ إبراهيـم ابنة أبـي عبـيدة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبـيها ، عن عبد الرحمن بن عوف ، أنه لـما هاجر إلـى الـمدينة ، وجَد فـي نفسه علـى فراق أصحابه بـمكة ، منهم شيبة بن ربـيعة ، وعتبة بن ربـيعة ، وأميَّة بن خـلف ، فأنزل الله تعالـى : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } . وقوله : { فإنَّـما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّر بِهِ الـمُتَّقِـينَ } يقول تعالـى ذكره : فإنَّـما يسَّرنا يا مـحمد هذا القرآن بلسانك تقرؤه ، لتبشر به الـمتقـين الذين اتقوا عقاب الله ، بأداء فرائضه ، واجتناب معاصبه ، بـالـجنة . { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً } يقول : ولتنذر بهذا القرآن عذاب اللَّه قومكَ من قريش ، فإنهم أهل لَددَ وجدل بـالبـاطل ، لا يقبلون الـحقّ . واللَّدّ : شدّة الـخصومة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { لُدًّا } قال : لا يستقـيـمون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا } يقول : لتنذر به قوماً ظَلَـمة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا } : أي جدالاً بـالبـاطل ، ذوي لَددَ وخصومة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا مـحمد بن فضيـل ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا } قال : فُجَّاراً . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، فـي قوله قَوْماً لُدًّا قال : جدالاً بـالبـاطل . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا } قال : الألدّ : الظلوم ، وقرأ قول الله : وَهُوَ ألَدُّ الـخِصَامِ . حدثنا أبو صالـح الضراريّ ، قال : ثنا العلاء بن عبد الـجبـار ، قال : ثنا مهدي بن ميـمون ، عن الـحسن فـي قول الله عزّ وجلّ : { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا } قال : صْماً عن الـحقّ ، حدثنـي ابن سنان ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن هارون ، عن الـحسن ، مثله . وقد بـيَّنا معنى الألدّ فـيـما مضى بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع .