Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 101-103)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : خالدين فـي وزرهم ، فأخرج الـخبر جلّ ثناؤه عن هؤلاء الـمعرضين عن ذكره فـي الدنـيا أنهم خالدون فـي أوزارهم ، والـمعنى : أنهم خالدون فـي النار بأوزارهم ، ولكن لـما كان معلوماً الـمراد من الكلام اكتفـي بـما ذكر عما لـم يذكر . وقوله : { وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ القـيامَة حمْلاً } يقول تعالـى ذكره : وساء ذلك الـحمل والثقل من الإثم يوم القـيامة حملاً ، وحقّ لهم أن يسوءهم ذلك ، وقد أوردهم مهلكة لا منـجي منها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ القِـيامَةِ حِمْلاً } يقول : بئسما حملوا . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ القِـيامَةِ حِمْلاً } يعنـي بذلك : ذنوبهم . وقوله : { يَوْمَ يُنْفَخُ فِـي الصُّورِ } يقول تعالـى ذكره : وساء لهم يوم القـيامة ، يوم ينفخ فـي الصور ، فقوله : { يَوْمَ يُنْفَخُ فِـي الصُّورِ } ردّ علـى يوم القـيامة . وقد بـيَّنا معنى النفخ فـي الصور ، وذكرنا اختلاف الـمختلفـين فـي معنى الصور ، والصحيح فـي ذلك من القول عندي بشواهده الـمغنـية عن إعادته فـي هذا الـموضع قبل . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار { يَوْمَ يُنْفَخُ فِـي الصُّورِ } بـالـياء وضمها علـى ما لـم يسمّ فـاعله ، بـمعنى : يوم يأمر الله إسرافـيـل فـينفخ فـي الصور . وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ ذلك « يَوْمَ نَنْفُخُ فِـي الصُّورِ » بـالنون بـمعنى : يوم ننفخ نـحن فـي الصور ، كأن الذي دعاه إلـى قراءة ذلك كذلك طلبه التوفـيق بـينه وبـين قوله : { ونَـحْشُرُ الـمُـجْرِمِينَ } إذ كان لا خلاف بـين القرّاء فـي نـحشر أنها بـالنون . قال أبو جعفر : والذي أختار فـي ذلك من القراءة يوم ينفخ بـالـياء علـى وجه ما لـم يسمّ فـاعله ، لأن ذلك هو القراءة التـي علـيها قرّاء الأمصار وإن كان للذي قرأ أبو عمرو وجه غير فـاسد . وقوله : { ونَـحْشُرُ الـمُـجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } يقول تعالـى ذكره : ونسوق أهل الكفر بـالله يومئذٍ إلـى موقـف القـيامة زرقاً ، فقـيـل : عنى بـالزرق فـي هذا الـموضع : ما يظهر فـي أعينهم من شدة العطش الذي يكون بهم عند الـحشر لرأي العين من الزرق . وقـيـل : أريد بذلك أنهم يحشرون عمياً ، كالذي قال الله { وَنـحْشُرُهُمْ يَوْمَ القـيامَةِ عَلـى وُجُوهِهِمْ عُمْياً } وقوله : { يَتَـخافَتُونَ بَـيْنَهُمْ إنْ لَبِثْتُـمْ إلاَّ عَشْراً } يقول تعالـى ذكره : يتهامسون بـينهم ، ويسرّ بعضهم إلـى بعض : إن لبثتـم فـي الدنـيا ، يعنـي أنهم يقول بعضهم لبعض : ما لبثتـم فـي الدنـيا إلا عشراً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { يَتَـخافَتُون بَـيْنَهُمْ } يقول : يتسَارُّون بـينهم . حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَتَـخافَتُونَ بَـيْنَهُمْ } : أي يتسارُّون بـينهم { إنْ لَبِثْتُـمْ إلاَّ عَشْراً } .