Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 44-45)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لـموسى وهارون : فقولا لفرعون قولاً لـيِّنا . ذُكر أن القول اللـين الذي أمرهما الله أن يقولاه له ، هو أن يكنـياه . حدثنـي جعفر ابن ابنة إسحاق بن يوسف الأزرق ، قال : ثنا سعيد بن مـحمد الثقـفـي ، قال : ثنا علـيّ بن صالـح ، عن السديّ : { فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَـيِّناً } قال : كنـياه . وقوله : { لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشَى } اختلف فـي معنى قوله : { لَعَلَّهُ } فـي هذا الـموضع ، فقال بعضهم معناها ههنا الاستفهام ، كأنهم وجهوا معنى الكلام إلـى : فقولا له قولاً لـيناً ، فـانظرا هل يتذكر ويراجع أو يخشى الله فـيرتدع عن طغيانه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشَى } يقول : هل يتذكر أو يخشى . وقال آخرون : معنى لعلّ ههنا كي . ووجَّهوا معنى الكلام إلـى { اذهبَـا إلـى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } فـادعواه وعظاه لـيتذكر أو يخشى ، كما يقول القائل : اعمل عملك لعلك تأخذ أجرك ، بـمعنى : لتأخذ أجرك ، وافرغ من عملك لعلنا نتغدَّى ، بـمعنى : لنتغدى ، أو حتـى نتغدى ، ولكلا هذين القولـين وجه حسن ، ومذهب صحيح . وقوله : { قالا رَبَّنا إنَّنا نَـخافُ أنْ يَفْرُطَ عَلَـيْنا } يقول تعالـى ذكره : قال موسى وهارون : ربنا إننا نـخاف فرعون إن نـحن دعوناه إلـى ما أمرتنا أن ندعوه إلـيه ، أن يعجل علـينا بـالعقوبة وهو من قولهم : فرط منـي إلـى فلان أمر : إذا سبق منه ذلك إلـيه ، ومنه : فـارط القوم ، وهو الـمتعجل الـمتقدّم أمامهم إلـى الـماء أو الـمنزل كما قال الراجز : @ قَدْ فَرَط العِلْـجُ عَلَـيْنا وَعَجِلْ @@ وأما الإفراط : فهو الإسراف والإشطاط والتعدّي . يقال منه : أفرطت فـي قولك : إذا أسرف فـيه وتعدّى . وأما التفريط : فإنه التوانـي . يقال منه : فرَّطت فـي هذا الأمر حتـى فـات : إذا توانى فـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { أنْ يَفْرُطَ عَلَـيْنا } قال : عقوبة منه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّنا نَـخافُ أنْ يَفْرُطَ عَلَـيْنا أوْ أنْ يَطْغَى } قال : نـخاف أن يعجل علـينا إذ نبلغه كلامك أو أمرك ، يفرط ويعجل . وقرأ { لا تَـخافـا إنَّنـي مَعَكُما أسمَعُ وأرَى }