Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 85-86)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالـى ذكره قال الله لـموسى : فإنا يا موسى قد ابتلـينا قومك من بعدك بعبـادة العجل ، وذلك كان فتنتهم من بعد موسى . ويعنـي بقوله : { مِنْ بَعْدِكَ } : من بعد فراقك إياهم . يقول الله تبـارك وتعالـى : { وأضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ } وكان إضلال السامريّ إياهم دعاءه إياهم إلـى عبـادة العجل . وقوله : { فَرَجَعَ مُوسَى إلـى قومه } يقول : فـانصرف موسى إلـى قومه من بنـي إسرائيـل بعد انقضاء الأربعين لـيـلة { غَضْبـانَ أسِفـاً } متغيظاً علـى قومه ، حزيناً لـما أحدثو بعده من الكفر بـالله . كما : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { غَضْبـانَ أسِفـاً } يقول : حزيناً . وقال فـي الزخرف : { فَلَـمَّا آسَفُونا } يقول : أغضبونا ، والأسف علـى وجهين : الغضب ، والـحزن . حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { غَضْبـانَ أسِفـاً } يقول : حزيناً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَـمَّا رَجَعَ مُوسَى إلـى قَوْمِهِ غَضْبـانَ أسِفـاً } أي حزيناً علـى ما صنع قومه من بعده . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { أسِفـاً } قال : حزيناً . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . وقوله : { قالَ يا قَوْمِ أَلْـم يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } يقول : ألـم يعدكم ربكم أنه غفـار لـمن تاب وآمن وعمل صالـحاً ثم اهتدى ، ويعدكم جانب الطور الأيـمن ، وينزل علـيكم الـمنّ والسلوى ، فذلك وعد الله الـحسن بنـي إسرائيـل الذي قال لهم موسى : ألـم يعدكموه ربكم . وقوله : { أفَطالَ عَلَـيْكُمُ الْعَهْدُ أمْ أرَدْتُـمْ أنْ يَحِلَّ عَلَـيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ } يقول : أفطال علـيكم العهد بـي ، وبجميـل نعم الله عندكم ، وأياديه لديكم ، أم أردتـم أن يحلّ علـيكم غضب من ربكم : يقول : أم أردتـم أن يجب علـيكم غضب من ربكم فتستـحقوه بعبـادتكم العجل ، وكفركم بـالله ، فأخـلفتـم موعدي . وكان إخلافهم موعده ، عكوفهم علـى العجل ، وتركهم السير علـى أثر موسى للـموعد الذي كان الله وعدهم ، وقولهم لهارون إذ نهاهم عن عبـادة العجل ، ودعاهم إلـى السير معه فـي أثر موسى : { لَنْ نَبْرَحَ عَلَـيْهِ عاكِفِـينَ حتـى يَرْجِعَ إلَـيْنا مُوسَى }