Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 13-13)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : يدعو هذا الـمنقلب علـى وجهه من إن أصابته فتنة آلهة لضرّها فـي الآخرة له ، أقرب وأسرع إلـيه من نفعها . وذكر أن ابن مسعود كان يقرؤه : « يدعو مَنْ ضَرّه أقرب من نفعه » . واختلف أهل العربـية فـي موضع « مَنْ » ، فكان بعض نـحوِّيـي البصرة يقول : موضعه نصب بـ « يدعو » ، ويقول : معناه : يدعو لآلهة ضرّها أقرب من نفعها ، ويقول : هو شاذّ لأنه لـم يوجد فـي الكلام : يدعو لزيداً . وكان بعض نـحويِّـي الكوفة يقول : اللام من صلة « ما » بعد « مَنْ » كأن معنى الكلام عنده : يدعو من لَضَرّه أقرب من نفعه وحُكي عن العرب سماعاً منها : عندي لَـمَا غيرُه خير منه ، بـمعنى : عندي ما لغيره خير منه وأعطيتك لـما غيرُه خير منه ، بـمعنى : ما لغيره خير منه . وقال : جائز فـي كلّ ما لـم يتبـين فـيه الإعراب الاعتراض بـاللام دون الاسم . وقال آخرون منهم : جائز أن يكون معنى ذلك : هو الضلال البعيد يدعو فـيكون « يدعو » صلة « الضلال البعيد » ، وتضمر فـي « يدعو » الهاء ثم تستأنف الكلام بـاللام ، فتقول لـمن ضرّه أقرب من نفعه : لبئس الـمولـى كقولك فـي الكلام فـي مذهب الـجزاء : لَـمَا فَعَلْتَ لَهُو خَيْر لك . فعلـى هذا القول « من » فـي موضع رفع بـالهاء فـي قوله « ضَرُّه » ، لأن « مَنْ » إذا كانت جزاء فإنـما يعربها ما بعدها ، واللام الثانـية فـي « لبئس الـمولـى » جواب اللام الأولـى . وهذا القول الآخر علـى مذهب العربـية أصحّ ، والأوّل إلـى مذهب أهل التأويـل أقرب . وقوله : { لَبِئْسَ الـمَوْلَـى } يقول : لبئس ابن العمّ هذا الذي يعبد الله علـى حرف . { وَلَبِئْسَ العَشِيرُ } يقول : ولبئس الـخـلـيط الـمعاشر والصاحب ، هو ، كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلَبِئْسَ العَشِيرُ } قال : العشير : هو الـمعاشر الصاحب . وقد قـيـل : عنـي بـالـمولـى فـي هذا الـموضع : الولـيّ الناصر . وكان مـجاهد يقول : عُنـي بقوله : { لَبِئْسَ الـمَوْلَـى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ } الوثن . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله » : { وَلَبِئْسَ العَشِيرُ } قال : الوثن .