Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 42-44)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره مسلـياً نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عما يناله من أذى الـمشركين بـالله ، وحاضًّا له علـى الصبر علـى ما يـلحقه منهم من السبّ والتكذيب . وإن يكذّبك يا مـحمد هؤلاء الـمشركون بـالله علـى ما أتـيتهم به من الـحقّ والبرهان ، وما تَعِدُهم من العذاب علـى كفرهم بـالله ، فذلك سنة إخوانهم من الأمـم الـخالـية الـمكذّبة رسل الله المشركة بالله ومنهاجهم مِن قبلهم ، فلا يصدّنك ذلك ، فإن العذاب الـمهين من ورائهم ونصري إياك وأتبـاعك علـيهم آتـيهم من وراء ذلك ، كما أتـى عذابـي علـى أسلافهم من الأمـم الذين من قبلهم بعد الإمهال إلـى بلوغ الآجال . { فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } يعنـي مشركي قريش قوم نوح ، وقوم عاد وثمود ، وقوم إبراهيـم ، وقوم لوط ، وأصحاب مدين ، وهم قوم شعيب . يقول : كذب كلّ هؤلاء رسلهم . { وكُذِّبَ مُوسَى } فقـيـل : { وكذب موسى } ولـم يقل : « وقوم موسى » ، لأن قوم موسى بنو إسرائيـل ، وكانت قد استـجابت له ولـم تكذّبه ، وإنـما كذّبه فرعون وقومه من القبط . وقد قـيـل : إنـما قـيـل ذلك كذلك لأنه ولد فـيهم كما ولد فـي أهل مكة . وقوله : { فَأمْلَـيْتُ للْكافِرِينَ } يقول : فأمهلت لأهل الكفر بـالله من هذه الأمـم ، فلـم أعاجلهم بـالنقمة والعذاب . { ثُمَّ أخَذْتُهُمْ } يقول : ثم أحللت بهم العقاب بعد الإملاء { فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ } يقول : فـانظر يا مـحمد كيف كان تغيـيري ما كان بهم من نعمة وتنكري لهم عما كنت علـيه من الإحسان إلـيهم ، ألـم أبدلهم بـالكثرة قلة وبـالـحياة موتاً وهلاكاً وبـالعمارة خرابـاً ؟ يقول : فكذلك فعلـي بـمكذّبـيك من قريش ، وإن أملـيت لهم إلـى آجالهم ، فإنـي مُنْـجِزك وعدي فـيهم كما أنـجزت غيرك من رسلـي وعدي فـي أمـمهم ، فأهلكناهم وأنـجيتهم من بـين أظهرهم .