Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 53-53)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فـينسخ الله ما يـلقـي الشيطان ، ثُم يُحكم الله آياته ، كي يجعل ما يـلقـي الشيطان فـي أمنـية نبـيه من البـاطل ، كقول النبـيّ صلى الله عليه وسلم : " تلك الغرانـيق العُلَـى ، وإن شفـاعتهن لُترَتَـجَى " { فِتْنَةً } يقول : اختبـاراً يختبر به الذين فـي قلوبهم مرض من النفـاق وذلك الشكّ فـي صد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقـيقة ما يخبرهم به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم كان يتـمنى أن لا يعيب الله آلهة الـمشركين ، فألقـى الشيطان فـي أمنـيته ، فقال : « إن الآلهة التـي تدعي أن شفـاعتها لترتـجى وإنها لَلْغرانـيق العُلَـى » . فنسخ الله ذلك ، وأحكم الله آياته : { أفرأيتـمُ اللاَّتَ والعُزَّى } حتـى بلغ : مِنْ سُلْطانٍ قال قتادة : لـما ألقـى الشيطان ما ألقـى ، قال الـمشركون : قد ذكر الله آلهتهم بخير ففرحوا بذلك ، فذكر قوله : { لِيَجْعَل ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ فِتْنَةً للَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، بنـحوه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، فـي قوله : { لِـيَجْعَل ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ فِتْنَةً للَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } يقول : وللذين قست قلوبهم عن الإيـمان بـالله ، فلا تلـين ولا ترعوي ، وهم الـمشركون بـالله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { والقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } قال : الـمشركون . وقوله : { وَإنَّ الظَّالِـمِينَ لَفِـي شِقاقٍ بَعِيدٍ } يقول تعالـى ذكره : وإن مشركي قومك يا مـحمد لفـي خلاف الله فـي أمره ، بعيد من الـحقّ .