Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 60-60)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره بقوله : { ذلكَ } لهذا لهؤلاء الذين هاجروا فـي سبـيـل الله ، ثم قُتلوا أو ماتوا ، ولهم مع ذلك أيضاً أن الله يعدهم النصر علـى الـمشركين الذين بغوا علـيهم فأخرجوهم من ديارهم . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { ذلكَ وَمَنْ عاقَبَ بِـمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ } قال : هم الـمشركون بغَوْا علـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فوعده الله أن ينصره ، وقال فـي القصاص أيضاً . وكان بعضهم يزعم أن هذه الآية نزلت فـي قوم من الـمشركين لقوا قوماً من الـمسلـمين للـيـلتـين بقـيتا من الـمـحرّم ، وكان الـمسلـمون يكرهون القتال يومئذ فـي الأشهر الـحرم ، فسأل الـمسلـمون الـمشركين أن يكفُّوا عن قتالهم من أجل حرمة الشهر ، فأبى الـمشركون ذلك ، وقاتلوهم فبغَوْا علـيهم ، وثبت الـمسلـمون لهم فنُصروا علـيهم ، فأنزل الله هذه الآية : { ذلكَ وَمَنْ عاقَبَ بِـمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَـيْهِ } بأن بدىء بـالقتال وهو له كاره ، { لَـيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ } . وقوله : { إنَّ اللَّهَ لَعَفُوّ غَفُورٌ } يقول تعالـى ذكره : إن الله لذو عفو وصفح لـمن انتصر مـمن ظلـمه من بعد ما ظلـمه الظالـم بحقّ ، غفور لـما فعل ببـادئه بـالظلـم مثل الذي فعل به غير معاقبه علـيه .