Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 114-115)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { قالَ إنْ لَبِثْتُـمْ إلاَّ قَلِـيلاً } اختلافهم فـي قراءة قوله : { قالَ كَمْ لَبِثْتُـمْ } والقول عندنا فـي ذلك فـي هذا الـموضع نـحو القول الذي بـيَّناه قبلُ فـي قوله : { كَمْ لَبِثْتُـمْ } . وتأويـل الكلام علـى قراءتنا : قال الله لهم : ما لبثتـم فـي الأرض إلا قلـيلاً يسيراً لو أنكم كنتـم تعلـمون قدر لبثكم فـيها . وقوله : { أفَحَسِبْتُـمْ أنَّـمَا خَـلَقْناكُمْ عَبَثاً } يقول تعالـى ذكره : أفحسبتـم أيها الأشقـياء أنا إنـما خـلقناكم إذ خـلقناكم لعبـا وبـاطلاً ، وأنكم إلـى ربكم بعد مـماتكم لا تصيرون أحياء فتـجزون بـما كنتـم فـي الدنـيا تعملون ؟ . وقد اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأه بعض قرّاء الـمدينة والبصرة والكوفة : { لا تُرْجَعُونَ } بضمّ التاء : لا تُردّون ، وقالوا : إنـما هو من مَرْجِع الآخرة لا من الرجوع إلـى الدنـيا . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « لا تَرْجِعُونَ » وقالوا : سواء فـي ذلك مرجع الآخرة والرجوع إلـى الدنـيا . وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال : إنهما قراءتان متقاربتا الـمعنى لأن من ردّه الله إلـى الآخرة من الدنـيا بعد فنائه فقد رَجَعَ إلـيها ، وأن من رجع إلـيها فبردّ الله إياه إلـيها رجع . وهما مع ذلك قراءتان مشهورتان قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القرّاء ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وبنـحو الذي قلنا فـي معنى قوله : { أفَحَسِبْتُـمْ أنَّـمَا خَـلَقْناكُمْ عَبَثاً } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : { أفَحَسِبْتُـمْ أنَّـمَا خَـلَقْناكُمْ عَبَثاً } قال : بـاطلاً .