Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 29-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه نوح علـيه السلام : وقل إذا سلـمك الله وأخرجك من الفلك فنزلت عنها : { رَبّ أَنْزِلْنِـي مُنَزلاً } من الأرض { مُبـارَكا وأَنْتَ خَيرُ } من أنزل عبـاده الـمنازل . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { مُنْزِلاً مُبـارَكاً } قال : لنوح حين نزل من السفـينة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { رَبّ أنْزِلْنِـي مُنْزِلاً مُبـارَكاً } بضم الـميـم وفتـح الزاي ، بـمعنى : أنزلنـي إنزالاً مبـاركاً . وقرأه عاصم : « مَنْزِلاً » بفتـح الـميـم وكسر الزاي ، بـمعنى : أنزلنـي مكاناً مبـاركاً وموضعاً . وقوله : { إنَّ فِـي ذلكَ لآياتٍ } يقول تعالـى ذكره : إن فـيـما فعلنا بقوم نوح يا مـحمد من إهلاكناهم إذ كذبوا رسلنا وجحدوا وحدانـيتنا وعبدوا الآلهة والأصنام ، لعبراً لقومك من مشركي قريش ، وعظاتٍ وحُجَجاً لنا ، يستدلون بها علـى سنتنا فـي أمثالهم ، فـينزجروا عن كفرهم ويرتدعوا عن تكذيبك ، حذراً أن يصيبهم مثل الذي أصابهم من العذاب . وقوله : { وَإنْ كُنَّا لَـمُبْتَلِـينَ } يقول تعالـى ذكره : وكنا مختبريهم بتذكيرنا إياهم بآياتنا ، لننظر ما هم عاملون قبل نزول عقوبتنا بهم .