Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 76-76)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ولقد أخذنا هؤلاء الـمشركين بعذابنا ، وأنزلنا بهم بأسنا ، وسخطنا وضيّقنا علـيهم معايشهم ، وأجدبنا بلادهم ، وقتلنا سراتهم بـالسيف . { فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ } يقول : فما خضعوا لربهم فـينقادوا لأمره ونهيه ويُنـيبوا إلـى طاعته . { وَما يَتَضَرَّعُونَ } يقول : وما يتذللون له . وذُكر أن هذه الآية نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخذ الله قريشاً بسنـي الـجدب ، دعا علـيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا أبو تـميـلة ، عن الـحسن ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، عن ابن عبـاس ، قال : جاء أبو سفـيان إلـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا مـحمد ، أَنْشُدُكَ الله والرحم ، فقد أكلنا العِلْهِز يعنـي الوبر والدم . فأنزل الله : { وَلَقَدْ أخَذْناهُمْ بـالعَذَابِ ، فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبد الـمؤمن ، عن عِلبـاء بن أحمر ، عن عِكرمة ، عن ابن عبـاس : أن ابن أُثالٍ الـحنفـيّ لـما أتـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم وهو أسير ، فخـلَّـى سبـيـله ، فلـحق بـمكة ، فحال بـين أهل مكة وبـين الـمِيرة من الـيـمامة ، حتـى أكلت قريش العِلْهِزَ ، فجاء أبو سفـيان إلـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألـيس تزعم بأنك بُعثت رحمة للعالـمين ؟ فقال : « بَلـى » فقال : قد قتلت الآبـاء بـالسيف والأبناء بـالـجوع فأنزل الله : { وَلَقَدْ أخَذْناهُمْ بـالعَذَابِ … } الآية . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الـحكم بن بشير ، قال : أخبرنا عمرو ، قال : قال الـحسن : إذا أصاب الناس من قبل الشيطان بلاء فإنـما هي نقمة ، فلا تستقبلوا نقمة الله بـالـحَمِيَّة ولكن استقبلوها بـالاستغفـار ، وتضرّعوا إلـى الله . وقرأ هذه الآية : { وَلَقَدْ أخَذْناهُمْ بـالعَذَابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعونَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قوله : { وَلَقَد أخَذْناهُمْ بـالعَذَابِ } قال : الـجوع والـجدب . { فَمَا اسْتَكانُوا لرَبِّهِمْ } فصبروا . وما اسْتَكانُوا لرَبِّهِم { وَما يَتَضَرَّعُونَ } .