Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 96-98)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه : ادفع يا مـحمد بـالـخَـلَّة التـي هي أحسن ، وذلك الإغضاء والصفح عن جهلة الـمشركين والصبر علـى أذاهم ، وذلك أمره إياه قبل أمره بحربهم . وعنى بـالسيئة : أذى الـمشركين إياه وتكذيبهم له فـيـما أتاهم به من عند الله ، يقول له تعالـى ذكره : اصبر علـى ما تلقـى منهم فـي ذات الله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قوله : { ادْفَعْ بـالَّتِـي هِيَ أحْسَنُ السَّيِّئَةَ } قال : أعرض عن أذاهم إياك . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عبد الكريـم الـجَزَريّ ، عن مـجاهد : { ادْفَعْ بـالَّتِـي هَيَ أحْسَنُ السَّيِّئَةَ } قال : هو السلام ، تُسَلِّـم علـيه إذا لقـيته . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عبد الكريـم ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هَوْذَة ، قال : ثنا عوف ، عن الـحسن ، فـي قوله : { ادْفَعْ بـالَّتِـي هِيَ أحْسَنُ السَّيِّئَةَ } قال : والله لا يصيبها صاحبها حتـى يكظم غيظاً ويصفَح عما يكره . وقوله : { نَـحْنُ أعْلَـمُ بِـمَا يَصِفُونَ } يقول تعالـى ذكره : نـحن أعلـم بـما يصفون الله به ، وينـحَلُونه من الأكاذيب والفِرية علـيه ، وبـما يقولون فـيك من السوء ، ونـحن مـجازوهم علـى جميع ذلك ، فلا يحزُنْك ما تسمع منهم من قبـيح القول . وقوله : { وَقُلْ رَبّ أعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا مـحمد ربّ أستـجير بك من خَنْق الشياطين وهمزاتها ، والهَمْز : هو الغَمْز ، ومن ذلك قـيـل للهمز فـي الكلام : هَمْزة ، والهَمَزَات جمع همزة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنـي ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَقُلْ رَبّ أعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ } قال : همزات الشياطين : خَنْقهم الناس ، فذلك هَمَزاتهم . وقوله : { وأعُوذُ بِكَ رَبّ أنْ يَحْضُرُونِ } يقول : وقل أستـجير بك ربّ أن يحضرون فـي أموري . كالذي : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : وأعُوذُ بِكَ رَبّ أنْ يَحْضَرُونِ فـي شيء من أمرى .