Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 36-38)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرفَعَ } الله نور السموات والأرض ، مَثَل نورِه كمشكاة فـيها مصبـاح ، فـي بـيوت أذن الله أن ترفع . كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : الـمِشكاة : التـي فـيها الفتـيـلة التـي فـيها الـمصبـاح . قال : الـمصابـيح فـي بـيوت أذن الله أن ترفع . قال أبو جعفر : قد يحتـمل أن تكون « من » فـي صلة « توقد » ، فـيكون الـمعنى : تُوقَد من شجرة مبـاركة ذلك الـمصبـاح فـي بـيوت أذن الله أن ترفع . وعنى بـالبـيوت : الـمساجد . وقد اختلف أهل التأويـل فـي ذلك ، فقال بعضهم بـالذي قلنا فـي ذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، ونصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ ، قالا : ثنا حَكَّام ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح فـي قول الله : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : الـمساجد . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } وهي الـمساجد تُكْرَم ، ونهي عن اللغو فـيها . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } يعنـي : كل مسجد يصلَّـى فـيه ، جامع أو غيره . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قالـي : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : مساجد تُبْنـي . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الـحسن ، فـي قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : فـي الـمساجد . قال : أخبرنا معمر ، عن أبـي إسحاق ، عن عمرو بن ميـمون ، قال : أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون : الـمساجد : بـيوت الله ، وإنه حقّ علـى الله أن يُكْرِم من زاره فـيها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا ابن الـمبـارك ، عن سالـم بن عمر ، فـي قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : هي الـمساجد . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فِـي بُـيُوتٍ أَذِن الله أنْ تُرْفَعَ } قال : الـمساجد . وقال آخرون : عَنَى بذلك البـيوتَ كلَّها . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، ونصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ ، قالا : حدثنا حَكَّام بن سلـم ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن عكرمة : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : هي البـيوت كلها . وإنـما اخترنا القول الذي اخترناه فـي ذلك ، لدلالة قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } علـى أنها بـيوت بنـيت للصلاة فلذلك قلنا هي الـمساجد . واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { أَذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } فقال بعضهم : معناه : أذن الله أن تُبْنَـي . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عصام ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } قال : تُبْنَى . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد مثله . وقال آخرون : معناه : أذن الله أن تعظَّم . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الـحسن ، فـي قوله : { أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } يقول : أن تعظَّم لذكره . وأولى القولين فـي ذلك عندي بـالصواب القول الذي قاله مـجاهد ، وهو أن معناه : أذن الله أن ترفع بناء ، كما قال جلّ ثناؤهِ : { وَإذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيـمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَـيْتِ } وذلك أن ذلك هو الأغلب من معنى الرفع فـي البـيوت والأبنـية . وقوله : { وَيُذْكَرَ فِـيها اسْمُهُ } يقول : وأَذِن لعبـاده أن يذكروا اسمه فـيها . وقد قـيـل : عُنِـي به أنه أذن لهم بتلاوة القرآن فـيها . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قال : ثم قال : { وَيُذْكَرَ فِـيها اسْمُهُ } يقول : يُتْلَـى فـيها كتابه . وهذا القول قريب الـمعنى مـما قلناه فـي ذلك ، لأن تلاوة كتاب الله من معانـي ذكر الله . غير أن الذي قلنا به أظهر معنـيـيه ، فلذلك اخترنا القول به . وقوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ } ، فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار : { يُسَبِّحُ لَهُ } بضم الـياء وكسر البـاء ، بـمعنى : يصلِّـي له فـيها رجال ، وبجعل « يسبِّح » فعلاً ل « الرجال » وخبراً عنهم ، وترفع به « الرجال » . سوى عاصم وابن عامر ، فإنهما قرءا ذلك : « يُسَبَّحُ له » بضمّ الـياء وفتـح البـاء ، علـى ما لـم يسمّ فـاعله ، ثم يرفعان « الرجال » بخبر ثان مضمر ، كأنهما أرادا : يسبَّح الله فـي البـيوت التـي أذن الله أن ترفع ، فسبَّح له رجال فرفعا « الرجال » بفعل مضمر . والقراءة التـي هي أولاهما بـالصواب : قراءة من كسر البـاء ، وجعله خبراً ل « الرجال » وفعلاً لهم . وإنـما كان الاختـيار رفع الرجال بـمضمر من الفعل لو كان الـخبر عن البـيوت لا يتـمّ إلا بقوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها } ، فأما والـخبر عنها دون ذلك تام ، فلا وجه لتوجيه قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ } إلـى غيره ، أيْ غير الـخبر عن الرجال . وعُنِـي بقوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ } يصلِّـي له فـي هذه البـيوت بـالغُدُوات والعَشيات رجال . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ بن الـحسن الأزديّ ، قال : ثنا الـمَعافـى بن عمران ، عن سفـيان ، عن عَمَّار الدُّهنـي ، عن سعيد بن جُبـير ، عن ابن عبـاس ، قال : كلّ تسبـيح فـي القرآن فهو صلاة . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قال : ثم قال : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ } يقول : يصلـى له فـيها بـالغداة والعشيّ . يعنـي بـالغدوّ : صلاة الغَداة ، ويعنـي بـالآصال : صلاة العصر . وهما أوّل ما افترض الله من الصلاة ، فأحبّ أن يذكرهما ويذكر بهما عبـادته . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الـحسن : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ رِجالٌ } أذِن الله أن تُبْنى ، فـيصلَّـى فـيها بـالغدوّ والآصال . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول فـي قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ } يعنـي الصلاة الـمفروضة . وقوله : { رجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } يقول تعالـى ذكره : لا يشغل هؤلاء الرجال الذي يصلُّون فـي هذه الـمساجد التـي أذن الله أن ترفع عن ذكر الله فـيها وإقام الصلاة ، تـجارة ولا بـيع . كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مـحمد بن حعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سعيد بن أبـي الـحسن ، عن رجل نسي اسمه فـي هذه الآية : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِـيها اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِـيها بـالغُدُوّ والآصَالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } … إلـى قوله : { والأبْصَارِ } قال : هم قوم فـي تـجاراتهم وبـيوعهم ، لا تلهيهم تـجاراتهم ولا بـيوعهم عن ذكر الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا جعفر بن سلـيـمان ، عن عمرو بن دينار ، عن سالـم بن عبد الله : أنه نظر إلـى قوم من السُّوق قاموا وتركوا ببـاعاتهم إلـى الصلاة ، فقال هؤلاء الذين ذكر الله فـي كتابه : { لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } … الآية . قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا هشيـم ، عن سيار ، عمن حدثه ، عن ابن مسعود ، نـحو ذلك . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا هُشَيـم ، عن سيار ، قال : حُدثت عن ابن مسعود ، أنه رأى قوماً من أهل السوق حيثُ نودي بـالصلاة تركوا بِـياعاتهم ونهضوا إلـى الصلاة ، فقال عبد الله : هؤلاء من الذين ذكر الله فـي كتابه : { لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } . وقال بعضهم : معنـي ذلك : { لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ } عن صلاتهم الـمفروضة علـيهم . ذكر من قال ذلك : حدَّثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قال : ثم قال : { رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِـجارَةٌ وَلا بَـيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ } يقول : عن الصلاة الـمكتوبة . وقوله : { وَإقامِ الصَّلاةِ } يقول : ولا يشغلهم ذلك أيضاً عن إقام الصلاة بحدودها فـي أوقاتها . وبنـحو قولنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا مـحمد ، قال : ثنا عوف ، عن سعيد بن أبـي الـحسن ، عن رجل نسي عوف اسمه فـي : { وَإقامِ الصَّلاةِ } قال : يقومون للصلاة عند مواقـيت الصلاة . فإن قال قائل : أو لـيس قوله : { وَإقامِ الصَّلاةِ } مصدراً من قوله أقمت ؟ قـيـل : بلـى . فإن قال : أو لـيس الـمصدر منه إقامة ، كالـمصدر من آجرت إجارة ؟ قـيـل : بلـى . فإن قال : وكيف قال : { وَإقامِ الصَّلاةِ } ، أو تـجيز أن نقول : أقمت إقاماً ؟ قـيـل : ولكنـي أجيز : أعجبنـي إقام الصلاة . فإن قـيـل : وما وجه جواز ذلك ؟ قـيـل : إن الـحكم فـي أقمت إذا جعل منه مصدر أن يقال إقواماً ، كما يقال : أقعدت فلانا إقعاداً وأعطيته إعطاء ولكن العرب لـما سكنت الواو من « أقمت » فسقطت لاجتـماعها وهي ساكنة والـميـم وهي ساكنة ، بنَوا الـمصدر علـى ذلك إذ جاءت الواو ساكنة قبل ألف الإفعال وهي ساكنة ، فسقطت الأولـى منهما ، فأبدلوا منها هاء فـي آخر الـحرف ، كالتكثـير للـحرف ، كما فعلوا ذلك فـي قولهم : وَعَدته عِدَة ، ووزنته زِنة إذ ذهبت الواو من أوّله ، كثَّروه من آخره بـالهاء فلـما أضيفت الإقامة إلـى الصلاة ، حذفوا الزيادة التـي كانوا زادوها للتكثـير ، وهي الهاء فـي آخرها لأن الـخافض وما خفض عندهم كالـحرف الواحد ، فـاستغنَوا بـالـمضاف إلـيه من الـحرف الزائد . وقد قال بعضهم فـي نظير ذلك : @ إنَّ الـخَـلِـيطَ أجَدُّوا البَـيْنَ فـانْـجَرَدوا وأخْـلَفوكَ عِدَ الأمْرِ الَّذِي وَعَدُوا @@ يريد : عدة الأمر . فأسقط الهاء من العدة لـما أضافها ، فكذلك ذلك فـي إقام الصلاة . وقوله : { وَإيتاءِ الزَّكاةِ } قـيـل : معناه : وإخلاص الطاعة لله . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وأقِـيـمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ } وكان يأمر أهله بـالصلاة والزكاة . وقوله : { وأوْصَانِـي بـالصَّلاةِ والزَّكاةِ } ، وقوله : { وَلَوْلا فَضْلُ اللّهُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ أبَداً } ، وقوله : { وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً } ونـحو هذا فـي القرآن ، قال : يعنـي بـالزكاة : طاعة الله والإخرص . وقوله : { يخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِـيهِ القُلُوبُ والأبْصَارُ } يقول : يخافون يوما تتقلب فـيه القلوب من هوله ، بـين طمع بـالنـجاة وحذر بـالهلاك . { والأبصار } : أيّ ناحية يؤخذ بهم : أذات الـيـمين أم ذات الشمال ؟ ومن أين يُؤْتون كتبهم : أمن قِبَل الأيـمان أو من قبل الشمائل ؟ وذلك يوم القـيامة . كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال عبد الله بن عياش ، قال زيد بن أسلـم ، فـي قول الله : { فِـي بُـيُوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ } … إلـى قوله : { تَتَقَلَّبُ فِـيهِ القُلُوبُ والأبْصَارُ } يوم القـيامة . وقوله : { لـيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أحْسَنَ ما عَمِلُوا } يقول : فعلوا ذلك ، يعنـي أنهم لـم تلههم تـجارة ولا بـيع عن ذكر الله ، وأقاموا الصلاة وآتَوا الزكاة وأطاعوا ربهم ، مخافة عذابه يوم القـيامة كي يثـيبهم الله يوم القـيامة بأحسن أعمالهم التـي عملوها فـي الدنـيا ، ويزيدهم علـى ثوابه إياهم علـى أحسن أعمالهم التـي عملوها فـي الدنـيا ، من فضله ، فـيُفْضِل علـيهم عن عنده بـما أحبّ من كرامته لهم . وقوله : { وَاللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بغيرِ حِسابٍ } يقول تعالـى ذكره : يتفضل علـى من شاء وأراد من طَوْله وكرامته ، مـما لـم يستـحقه بعمله ولـم يبلغه بطاعته { بغير حساب } يقول : بغير مـحاسبة علـى ما بذل له وأعطاه .