Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 49-50)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وإن يكن الـحقّ لهؤلاء الذين يدعون إلـى الله ورسوله لـيحكم بـينهم ، فـيأبَون ويُعْرِضون عن الإجابة إلـى ذلك ، قِبَلَ الذين يدعونهم إلـى الله ورسوله ، يأتوا إلـى رسول الله مذعنـين ، يقول { مُذْعِنِـينَ } منقادين لـحكمه ، مقرّين به طائعين غير مكرهين يقال منه : قد أذعن فلان بحقه : إذا أقرّ به طائعاً غير مستكْرَه وانقاد له وسلَّـم . وكان مـجاهد فـيـما ذكر عنه يقول فـي ذلك ، ما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قوله : { يَأْتُوا إلَـيهِ مُذْعِنِـينَ } قال : سِراعاً . وقوله : { أفِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } يقول تعالـى ذكره : أفـي قلوب هؤلاء الذين يُعْرِضون إذا دُعُوا إلـى الله ورسوله لـيحكم بـينهم ، شكٌّ فـي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لله رسول فهم يـمتنعون من الإجابة إلـى حكمه والرضا به . { أمْ يَخافُونَ أن يَحِيفَ اللّهُ عَلَـيْهِمْ وَرَسُولُهُ } إذا احتكموا إلـى حكم كتاب الله وحكم رسوله . وقوله : { أن يَحيفَ اللّهُ عَلَـيْهِمْ وَرَسُولُهُ } والـمعنى : أن يحيف رسولُ الله علـيهم ، فبدأ بـالله تعالـى ذكره تعظيـماً لله ، كما يقال : ما شاء الله ثم شئت ، بـمعنى : ما شئت . ومـما يدلّ علـى أن معنى ذلك كذلك قوله : { وَإذَا دُعُوا إلـى اللّهِ وَرَسُولهِ لِـيَحْكُمَ بَـيْنَهُمْ } فأفرد الرسول بـالـحكم ، ولـم يقُل : لـيحكما . وقوله : { بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ } يقول : ما خاف هؤلاء الـمعرضون عن حكم الله وحكم رسوله ، إذ أعرضوا عن الإجابة إلـى ذلك ، مـما دُعوا إلـيه ، أن يحيف علـيهم رسول الله ، فـيجورَ فـي حكمه علـيهم ولكنهم قوم أهل ظلـم لأنفسهم بخلافهم أمر ربهم ومعصيتهم الله فـيـما أمرهم من الرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما أحبوا وكرهوا ، والتسلـيـم له .