Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 2-2)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { تَبَـارَكَ الَّذِي نَزّلَ الفُرْقانَ … الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } ف « الذي » من نعت « الذي » الأولـى ، وهما جميعاً فـي موضع رفع ، الأولـى بقوله « تبـارك » ، والثانـية نعت لها . ويعنـي بقوله : { الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } الذي له سلطان السموات والأرض يُنْفِذ فـي جميعها أمره وقضاءه ، ويُـمْضِي فـي كلها أحكامه . يقول : فحقّ علـى من كان كذلك أن يطيعه أهل مـملكته ومَنْ فـي سلطانه ولا يعصُوه ، يقول : فلا تعصُوا نذيري إلـيكم أيها الناس ، واتبعوه ، واعملوا بـما جاءكم به من الـحقّ . { ولَـمْ يَتَّـخِذْ وَلَداً } يقول تكذيبـاً لـمن أضاف إلـيه الولد وقال الـملائكة بنات الله : ما اتـخذ الذي نزّل الفرقان علـى عبده ولداً . فمن أضاف إلـيه ولداً فقد كذب وافترى علـى ربه . { ولَـمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فـي الـمُلْكِ } يقول تكذيبـاً لـمن كان يضيف الأُلوهة إلـى الأصنام ويعبدها من دون الله من مشركي العرب ويقول فـي تلبـيته « لَبَّـيك لا شريك لك ، إلاَّ شريكاً هو لك ، تـملكه وما ملك » : كذب قائلوا هذا القول ، ما كان لله شريك فـي مُلكه وسلطانه فـيصلـح أن يُعْبد من دونه يقول تعالـى ذكره : فأفرِدوا أيها الناس لربكم الذي نزّل الفرقان علـى عبده مـحمد نبـيه صلى الله عليه وسلم الألُوهة ، وأخـلِصوا له العبـادة ، دون كلّ ما تعبدونه من دونه من الآلهة والأصنام والـملائكة والـجنّ والإنس ، فإن كلّ ذلك خـلقه وفـي ملكه ، فلا تصلـح العبـادة إلا لله الذي هو مالك جمعي ذلك . وقوله : { وَخَـلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } يقول تعالـى ذكره : وخـلق الذي نزل علـى مـحمد الفرقان كل شيء ، فـالأشياء كلها خـلقه ومِلْكه ، وعلـى الـمـمالـيك طاعة مالكهم وخدمة سيدهم دون غيره . يقول : وأنا خالقكم ومالككم ، فأخـلصوا لـي العبـادة دون غيري . وقوله : { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } يقول : فسوّى كلّ ما خـلق وهيأه لـما يصلـح له ، فلا خَـلَل فـيه ولا تفـاوت .