Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولقد أتـى هؤلاء الذين اتـخذوا القرآن مهجوراً علـى القرية التـي أمطرها الله مطر السوء وهي سدوم ، قرية قوم لوط . ومطر السوء : هو الـحجارة التـي أمطرها الله علـيهم فأهلكهم بها . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج { وَلَقَدْ أتَوْا عَلـى القَرْيَةِ التـي أمْطِرَتْ مَطَر السَّوءِ } قال : حجارة ، وهي قرية قوم لوط ، واسمها سدوم . قال ابن عبـاس : خمس قريَّات ، فأهلك الله أربعة ، وبقـيت الـخامسة ، واسمها صعوة . لـم تهلك صعوة . كان أهلها لا يعملون ذلك العمل ، وكانت سدوم أعظمها ، وهي التـي نزل بها لوط ، ومنها بعث . وكان إبراهيـم صلى الله عليه وسلم ينادي نصيحة لهم : يا سدوم ، يوم لكم من الله ، أنهاكم أن تعرَّضوا لعقوبة الله ، زعموا أن لوطا ابن أخي إبراهيـم صلوات الله عليهما . وقوله : { أفَلَـمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها } يقول جلّ ثناؤه : أو لـم يكن هؤلاء الـمشركون الذين قد أتوا علـى القرية التـي أمطرت مطر السوء يرون تلك القرية ، وما نزل بها من عذاب الله بتكذيب أهلها رسلهم ، فـيعتبروا ويتذكروا ، فـيراجعوا التوبة من كفرهم وتكذيبهم مـحمدا صلى الله عليه وسلم { بَلْ كَانُوا لا يَرَجُونَ نُشُوراً } يقول تعالـى ذكره : ما كذّبوا مـحمداً فـيـما جاءهم به من عند الله ، لأنهم لـم يكونوا رأوا ما حلّ بـالقرية التـي وصفت ، ولكنهم كذّبوه من أجل أنهم قوم لا يخافون نشوراً بعد الـمـمات ، يعنـي أنهم لا يوقنون بـالعقاب والثواب ، ولا يؤمنون بقـيام الساعة ، فـيردعهم ذلك عما يأتون من معاصي الله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج { أفَلَـمْ يكُونُوا يَرَوْنَها ، بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً } : بعثاً .