Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 128-130)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قـيـل هود لقومه : { أتَبْنُونَ بِكُلّ ريع آيَةً تَعْبَثُونَ } والريع : كلّ مكان مشرف من الأرض مرتفع ، أو طريق أو واد ومنه قول ذي الرُّمَّة : @ طِرَاقُ الـخَوَافِـي مُشْرفٌ فَوْق رِيعَةٍ نَدَى لَـيْـلِه فِـي ريشِهِ يَترَقْرَقُ @@ وقول الأعشى : @ ويَهْماءُ قَـفْرٍ تَـجاوَزْتَها إذَا خَبَّ فِـي رِيعِها آلُهَا @@ وفـيه لغتان : ريع ورَيع بكسر الراء وفتـحها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله { أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } يقول : بكلّ شَرَف . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { بكُلّ ريعٍ } قال : فجّ . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله { أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ آيَةً } قال : بكل طريق . حدثنـي سلـيـمان بن عبـيد الله الغيلانـي ، قال : ثنا أبو قُتـيبة ، قال : ثنا مسلـم بن خالد ، قال : ثنا ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله { أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ } قال : الريع : الثنـية الصغيرة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا يحيى بن حسان ، عن مسلـم بن خالد ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قال عكرمة { بِكُلّ ريعٍ } قال : فجّ وواد ، قال : وقال مـجاهد { بِكُلّ رِيعٍ } بـين جبلـين . قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قوله { أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ } قال : شرف ومنظر . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، فـي قوله { بِكُلّ رِيع } قال : بكلّ طريق . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله { بِكُلّ رِيعٍ } بكلّ طريق . ويعنـي بقوله { آيَةً } بنـياناً ، علـما . وقد بـيَّنا فـي غير موضع من كتابنا هذا ، أن الآية هي الدلالة والعلامة بـالشواهد الـمغنـية عن إعادتها فـي هذا الـموضع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل علـى اختلاف منهم فـي ألفـاظهم فـي تأويـله . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { بِكُلّ رِيعٍ آيَةً } قال : الآية : علـم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { بِكُلّ ريع آيَةً } قال : آية : بنـيان . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد { آيَةً } : بنـيان . حدثنـي علـيّ بن سهل ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، فـي قوله { بِكُلّ رِيع آيَةً } قال : بنـيان الـحمام . وقوله : { تَعْبَثُونَ } قال : تلعبون . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { تَعْبَثُونَ } قال : تلعبون . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك ، يقول فـي قوله { تَعْبَثُونَ } قال : تلعبون . وقوله : { وَتَتَّـخِذُونَ مَصَانِعَ } اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـمصانع ، فقال بعضهم : هي قصور مشيدة . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { وَتَتَّـخِذُونَ مَصَانعَ } قال : قصور مشيدة ، وبنـيان مخـلد . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد { مَصَانِعَ } : قصور مشيدة وبنـيان . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن مـجاهد ، قال : { مَصَانِعَ } يقول : حصون وقصور . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا يحيى بن حسان ، عن مسلـم ، عن رجل ، عن مـجاهد ، قوله { مَصَانعَ لَعَلَّكُمْ تَـخْـلُدُونَ } قال : أبرجة الـحمام . وقال آخرون : بل هي مآخذ للـماء . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، فـي قوله { مَصَانِعَ } قال : مآخذ للـماء . قال أبو جعفر : والصواب من القول فـي ذلك أن يقال : إن الـمصانع جمع مصنعة ، والعرب تسمي كل بناء مصنعة ، وجائز أن يكون ذلك البناء كان قصورا وحصونا مشيدة ، وجائز أن يكون كان مآخذ للـماء ، ولا خبر يقطع العذر بأيّ ذلك كان ، ولا هو مـما يُدرك من جهة العقل . فـالصواب أن يقال فـيه ، ما قال الله : إنهم كانوا يتـخذون مصانع . وقوله : { لَعَلَّكُمْ تَـخْـلُدُنَ } يقول : كأنكم تـخـلدون ، فتبقون فـي الأرض . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنا معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله { لَعَلَّكُمْ تَـخْـلُدُونَ } يقول : كأنكم تـخـلدون . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، قال فـي بعض الـحروف { وَتَتَّـخِذُونَ مَصَانِعَ } كأنكم تـخـلدون . وكان ابن زيد يقول : « لعلكم » فـي هذا الـموضع استفهام . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { وَتَتَّـخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَـخْـلُدُونَ } قال : هذا استفهام ، يقول : لعلكم تـخـلدون حين تبنون هذه الأشياء ؟ وكان بعض أهل العربـية يزعم أن لعلكم فـي هذا الـموضع بـمعنى « كيـما » . وقوله : { وَإذَا بَطَشْتُـمْ بَطَشْتُـمْ جَبَّـارِينَ } يقول : وإذا سطوتـم سطوتـم قتلاً بـالسيوف ، وضربـا بـالسياط . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جُرَيج { وَإذَا بَطَشْتُـمْ بَطَشْتُـمْ جَبَّـارِينَ } قال : القتل بـالسيف والسياط .