Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 72-74)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : قال إبراهيـم لهم : هل تسمع دعاءكم هؤلاء الآلهة إذ تدعونهم ؟ واختلف أهل العربـية فـي معنى ذلك : فقال بعض نـحويـي البصرة معناه : هل يسمعون منكم أو هل يسمعون دعاءكم ، فحذف الدعاء ، كما قال زُهَير : @ القائِدُ الـخَيْـلَ مَنْكُوبـا دَوَابِرُها قدْ أُحْكِمَتْ حَكماتِ القِدّ والأبَقا @@ وقال : يريد أحكمت حكمات الأبق ، فألقـى الـحكمات وأقام الأبق مُقامها . وقال بعض من أنكر ذلك من قوله من أهل العربـية : الفصيح من الكلام فـي ذلك هو ما جاء فـي القرآن ، لأن العرب تقول : سمعت زيدا متكلـما ، يريدون : سمعت كلام زيد ، ثم تعلـم أن السمع لا يقع علـى الأناسيّ ، إنـما يقع علـى كلامهم ثم يقولون : سمعت زيدا : أي سمعت كلامه ، قال : ولو لـم يقدم فـي بـيت زهير حكمات القدّ لـم يجز أن يسبق بـالأبق علـيها ، لأنه لا يقال : رأيت الأبق ، وهو يريد الـحكمة . وقوله : { أوْ يَنْفَعُونَكُمْ أوْ يَضُرُّونَ } يقول : أو تنفعكم هذه الأصنام ، فـيرزقونكم شيئا علـى عبـادتكموها ، أو يضرّونكم فـيعاقبونكم علـى ترككم عبـادتها بأن يسلبوكم أموالكم ، أو يهلكوكم إذا هلكتـم وأولادكم { قالُوا بَلْ وَجَدْنا آبـاءَنا كَذلكَ يَفْعَلُونَ } . وفـي الكلام متروك استغنـي بدلالة ما ذكر عما ترك ، وذلك جوابهم إبراهيـم عن مسألته إياهم : { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إذْ تَدْعُونَ ، أوْ يَنْفُعُونَكُمْ أوْ يَضُرُّونَ } فكان جوابهم إياه : لا ، ما يسمعوننا إذا دعوناهم ، ولا ينفعوننا ولا يضرّون ، يدلّ علـى أنهم بذلك أجابوه . قولهم : { بَلْ وَجَدْنا آبـاءَنا كَذلكَ يَفْعَلُونَ } وذلك رجوع عن مـجحود ، كقول القائل : ما كان كذا بل كذا وكذا ، ومعنى قولهم : { وَجَدْنا آبـاءَنا كذلكَ يَفْعَلُونَ } وجدنا من قبلنا ولا يضرّون ، يدلّ علـى أنهم بذلك أجابوه . قولهم من آبـائنا يعبدونها ويعكفون علـيها لـخدمتها وعبـادتها ، فنـحن نفعل ذلك اقتداء بهم ، واتبـاعا لـمنهاجهم .