Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 8-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : إن فـي إنبـاتنا فـي الأرض من كلّ زوج كريـم لآية . يقول : لدلالة لهؤلاء الـمشركين الـمكذّبـين بـالبعث ، علـى حقـيقته ، وأن القدرة التـي بها أنبت الله فـي الأرض ذلك النبـات بعد جُدُوبها ، لن يُعجزه أن يُنْشِر بها الأموات بعد مـماتهم ، أحياء من قبورهم . وقوله : { وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ } يقول : وما كان أكثر هؤلاء الـمكذّبـين بـالبعث ، الـجاحدين نبوّتك يا مـحمد ، بـمصدقـيك علـى ما تأتـيهم به من عند الله من الذكر . يقول جلّ ثناؤه : وقد سبق فـي عملـي أنهم لا يؤمنون ، فلا يؤمن بك أكثرهم للسابق من علـمي فـيهم . وقوله : { وَإنَّ رَبِّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيـمُ } يقول : وإن ربك يا مـحمد لهو العزيز فـي نقمته ، لا يـمتنع علـيه أحد أراد الانتقام منه . يقول تعالـى ذكره : وإنـي إن أحللت بهؤلاء الـمكذّبـين بك يا مـحمد ، الـمعرِضين عما يأتـيهم من ذكر من عندي ، عقوبتـي بتكذيبهم إياك ، فلن يـمنعهم منـي مانع ، لأنـي أنا العزيز الرحيـم ، يعنـي أنه ذو الرحمة بـمن تاب من خـلقه من كفره ومعصيته ، أن يعاقبه علـى ما سلف من جُرْمه بعد توبته . وكان ابن جُرَيج يقول فـي معنى ذلك ، ما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي الـحجاج ، عن ابن جُرَيج قال : كلّ شيء فـي الشعراء من قوله « عَزِيزٌ رَحِيـمٌ » فهو ما أهلك مـمن مضى من الأمـم ، يقول عزيز ، حين انتقم من أعدائه ، رحيـم بـالـمؤمنـين ، حين أنـجاهم مـما أهلك به أعداءه . قال أبو جعفر : وإنـما اخترنا القول الذي اخترناه فـي ذلك فـي هذا الـموضع ، لأن قوله : { وَإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيـمُ } عقـيب وعيد الله قوماً من أهل الشرك والتكذيب بـالبعث ، لـم يكونوا أهلكوا ، فـيوجه إلـى أنه خبر من الله عن فعله بهم وإهلاكه . ولعلّ ابن جُرَيج بقوله هذا أراد ما كان من ذلك عقـيب خبر الله عن إهلاكه من أهلك من الأمـم ، وذلك إن شاء الله إذا كان عقـيب خبرهم كذلك .