Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-3)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال أبو جعفر : وقد بـيَّنا القول فـيـما مضى من كتابنا هذا فـيـما كان من حروف الـمعجم فـي فواتـح السور ، فقوله : { طس } من ذلك . وقد رُوي عن ابن عبـاس أن قوله : { طس } : قسم أقسمه الله هو من أسماء الله . حدثنـي علـيّ بن داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس . فـالواجب علـى هذا القول أن يكون معناه : والسميع اللطيف ، إن هذه الآيات التـي أنزلتها إلـيك يا مـحمد لآيات القرآن ، وآيات كتاب مبـين : يقول : يبـين لـمن تدبَّره ، وفكَّر فـيه بفهم أنه من عند الله ، أنزله إلـيك ، لـم تتـخرّصه أنت ولـم تتقوّله ، ولا أحد سواك من خـلق الله ، لأنه لا يقدر أحد من الـخـلق أن يأتـي بـمثله ، ولو تظاهر علـيه الـجنّ والإنس . وخفض قوله : { وكِتابٍ مُبِـينٍ } عطفـا به علـى القرآن . وقوله : { هُدًى } من صفة القرآن . يقول : هذه آيات القرآن بـيان من الله بـين به طريق الـحقّ وسبـيـل السلام { وَبُشْرَى للْـمُؤْمِنـينَ } يقول : وبشارة لـمن آمن به ، وصدّق بـما أنزل فـيه بـالفوز العظيـم فـي الـمعاد . وفـي قوله : { هُدًى وَبُشْرَى } وجهان من العربـية : الرفع علـى الابتداء بـمعنى : هو هدى وبُشرى . والنصب علـى القطع من آيات القرآن ، فـيكون معناه : تلك آيات القرآن الهدى والبشرى للـمؤمنـين ، ثم أسقطت الألف واللام من الهدى والبشرى ، فصارا نكرة ، وهما صفة للـمعرفة فنصبـا . وقوله : { الَّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصَّلاةَ } يقول : هو هدى وبشرى لـمن آمن بها ، وأقام الصلاة الـمفروضة بحدودها . وقوله : { وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ } يقول : ويؤدّون الزكاة الـمفروضة . وقـيـل : معناه : ويطهرون أجسادهم من دنس الـمعاصي . وقد بـيَّنا ذلك فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع { وَهُمْ بـالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } يقول : وهم مع إقامتهم الصلاة ، وإيتائهم الزكاة الواجبة ، بـالـمعاد إلـى الله بعد الـمـمات يوقنون ، فـيذلون فـي طاعة الله ، رجاء جزيـل ثوابه ، وخوف عظيـم عقابه ، ولـيسوا كالذين يكذّبون بـالبعث ، ولا يبـالون ، أحسنوا أم أساءوا ، وأطاعوا أم عصوا ، لأنهم إن أحسنوا لـم يرجوا ثوابـاً ، وإن أساءوا لـم يخافوا عقابـاً .