Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 75-76)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : { وَمَا مِنْ } مكتوم سرّ وخفـيّ أمر يغيب عن أبصار الناظرين { فِـي السَمَاءِ وَالأرْضِ إلاَّ فِـي كِتَابٍ } وهو أمّ الكتاب الذي أثبت ربنا فـيه كلّ ما هو كائن من لدن ابتدأ خـلق خـلقه إلـى يوم القـيامة . ويعنـي بقوله : { مُبِـينٌ } أنه يبـين لـمن نظر إلـيه ، وقرأ ما فـيه مـما أثبت فـيه ربنا جلّ ثناؤه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَما مِنْ غائِبَةٍ فِـي السَّماءِ والأرْضِ إلاَّ فِـي كِتابٍ مُبِـينٍ } يقول : ما من شيء فـي السماء والأرض سرّ ولا علانـية إلا يعلـمه . وقوله : { إنَّ هَذَا القُرآنَ يَقُصُّ عَلـى بَنِـي إسْرَائِيـلَ أكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِـيهِ يَخْتَلِفُونَ } يقول تعالـى ذكره : إن هذا القرآن الذي أنزلته إلـيك يا مـحمد يقصّ علـى بنـي إسرائيـل الـحقّ فـي أكثر الأشياء التـي اختلفوا فـيها ، وذلك كالذي اختلفوا فـيه من أمر عيسى ، فقالت الـيهود فـيه ما قالت ، وقالت النصارى فـيه ما قالت ، وتبرأ لاختلافهم فـيه هؤلاء من هؤلاء ، وهؤلاء من هؤلاء ، وغير ذلك من الأمور التـي اختلفوا فـيها ، فقال جلّ ثناؤه لهم : إن هذا القرآن يقصّ علـيكم الـحقّ فـيـما اختلفتـم فـيه فـاتبعوه ، وأقرّوا لـما فـيه ، فإنه يقصّ علـيكم بـالـحقّ ، ويهديكم إلـى سبـيـل الرشاد .