Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 91-91)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : يا مـحمد { قُلِ إنَّـمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعُبُدَ رَبَّ هِذِهِ الْبَلْدَةِ } وهي مكة { الَّذِي حَرَّمَهَا } علـى خـلقه أن يسفكوا فـيها دماً حراماً ، أو يظلـموا فـيها أحداً ، أو يُصادَ صَيدُها ، أو يتـخـلـى خلاها دون الأوثان التـي تعبدونها أيها الـمشركون . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : { إنَّـمَا أُمِرْتُ أنْ أعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها } يعنـي : مكة . وقوله : { وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ } يقول : ولربّ هذه البلدة الأشياء كلها ملكاً ، فإياه أمرت أن أعبد ، لا من لا يـملك شيئاً . وإنـما قال جلّ ثناؤه : { رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها } فخصها بـالذكر دون سائر البلدان ، وهو ربّ البلاد كلها ، لأنه أراد تعريف الـمشركين من قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين هم أهل مكة ، بذلك نعمته علـيهم ، وإحسانه إلـيهم ، وأن الذي ينبغي لهم أن يعبدوه هو الذي حرّم بلدهم ، فمنع الناس منهم ، وهم فـي سائر البلاد يأكل بعضهم بعضاً ، ويقتل بعضهم بعضاً ، لا من لـم تـجر له علـيهم نعمة ، ولا يقدر لهم علـى نفع ولا ضرّ . وقوله : { وأُمِرْتُ أنْ أكُونَ مِنَ الـمُسْلِـمِينَ } يقول : وأمرنـي ربـي أن أسلـم وجهي له حنـيفـاً ، فأكون من الـمسلـمين الذين دانوا بدين خـلـيـله إبراهيـم وجدكم أيها الـمشركون ، لا من خالف دين جدّه الـمـحقّ ، ودان دين إبلـيس عدوّ الله .