Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 33-34)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : { قَالَ } موسى : { ربِّ إنِّـي قَتَلْتُ } من قوم فرعون { نفسا فأخاف } إن أتـيتهم فلـم أبن عن نفسي بحجة { أن يقتلون } ، لأن فـي لسانـي عقدة ، ولا أبـين معها ما أريد من الكلام . { وأخي هارون هو أفصح منـي لساناً } ، يقول : أحسن بـيانا عما يريد أن يبـينه { فَأرْسِلْهُ مَعِيَ رَدْءاً } يقول : عونا . { يصدّقنـي } : أي يبـين لهم عنـي ما أخاطبهم به . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق { وأخِي هارُونُ هُوَ أفْصَحُ مِنِّـي لِساناً ، فَأرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدّقُنِـي } : أي يبـين لهم عنـي ما أكلـمهم به ، فإنه يفهم ما لا يفهمون . وقـيـل : إنـما سأل موسى ربه يؤيده بأخيه ، لأن الاثنـين إذا اجتـمعا علـى الـخبر ، كانت النفس إلـى تصديقهما ، أسكن منها إلـى تصديق خبر الواحد . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { فَأرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدقُنِـيِّ } لأن الاثنـين أحرى أن يصدّقا من واحد . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { فَأرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدّقُنِـي } قال عونا . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله { رِدْءا يُصَدّقُنِـي } : أي عوناً . وقال آخرون : معنى ذلك : كيـما يصدقنـي . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس { رِدْءا يُصَدّقُنِـي } يقول : كي يصدّقنـي . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدّقُنِـي } يقول : كيـما يصدّقنـي . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : { رِدْءا يُصَدّقُنِـي } يقول : كيـما يصدّقنـي . والردء فـي كلام العرب : هو العون ، يقال منه : قد أردأت فلانا علـى أمره : أي أكفـيته وأعنته . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { يُصَدّقُنِـي } فقرأته عامة قرّاء الـحجاز والبصرة : « رِدْءا يُصَدِّقْنِـي » بجزم يصدقنـي . وقرأ عاصم وحمزة : « يَصْدُقُنِـي » برفعه ، فمن رفعه جعله صلة للردء ، بـمعنى : فأرسله معي ردءاً من صفته يصدّقنـي ومن جزمه جعله جوابـا لقوله فأرسله ، فإنك إذا أرسلته صدّقنـي ، علـى وجه الـخبر . والرفع فـي ذلك أحبّ القراءتـين إلـيّ ، لأنه مسألة من موسى ربه أن يرسل أخاه عونا له بهذه الصفة . وقوله : { إنّـي أخافُ أنْ يُكَذّبُونِ } يقول : إنـي أخاف أن لا يصدقون علـى قولـي لهم إنـي أرسلت إلـيكم .