Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 39-40)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : واستكبر فرعون وجنوده فـي أرض مصر عن تصديق موسى ، واتبـاعه علـى ما دعاهم إلـيه من توحيد الله ، والإقرار بـالعبودية له { بغير الـحقّ } يعنـي تعدّياً وعتوّاً علـى ربهم { وَظَنُّوا أنَّهُمْ إلَـيْنا لا يُرْجَعُونَ } يقول : وحسبوا أنهم بعد مـماتهم لا يبعثون ، ولا ثواب ، ولا عقاب ، فركبوا أهواءهم ، ولـم يعلـموا أن الله لهم بـالـمرصاد ، وأنه لهم مـجاز علـى أعمالهم الـخبـيثة . وقوله : { فَأخَذْناهُ وَجُنُودَهُ } يقول تعالـى ذكره : فجمعنا فرعون وجنوده من القبط { فَنَبَذْناهُمْ فِـي الْـيَـمّ } يقول : فألقـيناهم جميعهم فـي البحر ، فغرقناهم فـيه ، كما قال أبو الأسود الدُّؤَلِـيّ : @ نَظَرْتُ إلـى عُنْوَانِهِ فَنَبَذْتُه كَنَبْذِكَ نَعْلاً أخْـلَقَتْ مِنْ نِعالِكا @@ وذُكر أن ذلك بحر من وراء مصر ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة : { فَنَبَذْناهُمْ فِـي الْـيَـمّ } قال : كان الـيـم بحرا يقال له إساف ، من وراء مصر ، غرّقهم الله فـيه . وقوله : { فـانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبُةُ الظَّالِـمِينَ } يقول تعالـى ذكره : فـانظر يا مـحمد بعين قلبك : كيف كان أمر هؤلاء الذين ظلـموا أنفسهم ، فكفروا بربهم وردّوا علـى رسوله نصيحته ، ألـم نهلكهم فنُوَرِّث ديارهم وأموالهم أولـياءنا ، ونـخوّلهم ما كان لهم من جنات وعيون وكنوز ، ومَقام كريـم ، بعد أن كانوا مستضعفـين ، تقتل أبناؤهم ، وتُستـحيا نساؤهم ، فإنا كذلك بك وبـمن آمن بك وصدّقك فـاعلون مخوّلوك وإياهم ديار مَنْ كذّبك ، وردّ علـيك ما أتـيتهم به من الـحقّ وأموالهم ، ومهلكوهم قتلاً بـالسيف ، سنة الله فـي الذين خَـلَوا من قبل .