Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 9-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { وَقالَتِ امْرَأةُ فِرْعَوْنَ } له هذا { قُرةُ عَيْنٍ لـي ولَكَ } يا فرعون فقرّة عين مرفوعة بـمضمر هو هذا ، أو هو . وقوله : { لا تَقْتُلُوهُ } مسألة من امرأة فرعون أن لا يقتله . وذُكِر أن الـمرأة لـما قالت هذا القول لفرعون ، قال فرعون : أمّا لك فنعم ، وأما لـي فلا ، فكان كذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي مَعْشر ، عن مـحمد بن قـيس ، قال : قالت امرأة فرعون : { قُرةُ عَيْنٍ لـي ولَكَ ، لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } قال فرعون : قرّة عين لك ، أما لـي فلا . قال مـحمد بن قـيس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَوْ قالَ فِرْعَوْنُ : قُرةُ عَيْنٍ لـي ولَكِ ، لَكانَ لَهُما جَمِيعاً " حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : اتـخذه فرعونُ ولداً ، ودُعِيَ علـى أنه ابن فرعون فلـما تـحرّك الغلام أرته أمه آسية صبـياً ، فبـينـما هي ترقصه وتلعب به ، إذ ناولته فرعون ، وقالت : خذه قرةَ عين لـي ولك ، قال فرعون : هو قرّة عين لك ، لا لـي . قال عبد الله بن عبـاس : لو أنه قال : وهو لـي قرّة عين إذن لآمن به ، ولكنه أبى . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قالت امرأة فرعون : { قُرَّةُ عَيْنٍ لـي ولَكَ } تعنـي بذلك موسى . حدثنا العبـاس بن الولـيد ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا الأصبغ بن يزيد ، قال : ثنا القاسم بن أبـي أيوب ، قال : ثنـي سعيد بن جُبـير ، عن ابن عبـاس قال : لـما أتت بـموسى امرأة فرعونَ فرعون قالت : { قُرَّةُ عَيْنٍ لـي ولَكَ } قال فرعون : يكون لك ، فأما لـي فلا حاجة لـي فـيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوْ أقَرَّ فِرْعَوْنُ أنْ يَكُونَ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ كمَا أقَرَّتْ ، لَهَدَاهُ اللّهُ بِهِ كمَا هَدَى بِهِ امْرأتَهُ ، وَلَكِنَّ اللّهَ حَرَمَهُ ذلكَ " وقوله : { لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } ذُكِر أن امرأة فرعون قالت هذا القول حين همّ بقتله . قال بعضهم : حين أُتـيَ به يوم التقطه من الـيـم . وقال بعضهم : يوم نَتَف من لـحيته أو ضربه بعصا كانت فـي يده . ذكر من قال : قالت ذلك يوم نتف لـحيته : حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : لـما أتـى فرعون به صبـيا أخذه إلـيه ، فأخذ موسى بلـحيته فنتفها ، قال فرعون : علـيّ بـالذبـاحين ، هو هذا قالت آسية : { لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } إنـما هو صبـيّ لا يعقل ، وإنـما صنَع هذا من صبـاه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } قال : أُلقِـيَتْ علـيه رحمتها حين أبصرته . وقوله : { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـله ، فقال بعضهم : معنى ذلك : وهم لا يشعرون هلاكهم علـى يده . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : وهم لا يشعرون أن هلكتهم علـى يديه ، وفـي زمانه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي سفـيان ، عن معمر ، عن قَتادة { أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : إن هلاكهم علـى يديه . حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : آل فرعون إنه لهم عدوّ . وقال آخرون : بل معنى ذلك : { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } بـما هو كائن من أمرهم وأمره . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : قالت امرأة فرعون آسية : { لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَدا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول الله : وهم لا يشعرون أي بـما هو كائن بـما أراد الله به . وقال آخرون : بل معنى قوله { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } بنو إسرائيـل لا يشعرون أنَّا التقطناه . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي معشر ، عن مـحمد بن قـيس { لا تقتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : يقول : لا تدري بنو إسرائيـل أنَّا التقطناه . والصواب من القول فـي ذلك ، قول من قال : معنى ذلك : وفرعون وآله لا يشعرون بـما هو كائن من هلاكهم علـى يديه . وإنـما قلنا ذلك أولـى التأويلات به لأنه عُقَـيب قوله : { وَقالَتِ امْرأةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لـي ولَكَ ، لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً } وإذا كان ذلك عقبه ، فهو بأن يكون بـياناً عن القول الذي هو عقبه أحقّ من أن يكون بـياناً عن غيره .