Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه : إن الذين كفروا لن تغنـي عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا عند حلول عقوبتنا بهم ، كسنة آل فرعون وعادتهم ، والذين من قبلهم من الأمـم الذين كذبوا بآياتنا ، فأخذناهم بذنوبهم فأهلكناهم حين كذبوا بآياتنا ، فلن تغنـي عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا حين جاءهم بأسنا كالذي عوجلوا بـالعقوبة علـى تكذيبهم ربهم من قبل آل فرعون من قوم نوح وقوم هود وقوم لوط وأمثالهم . واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { كَدَأْبِ ءالِ فِرْعَوْنَ } فقال بعضهم : معناه : كسنتهم . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق بن الـحجاج ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع فـي قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } يقول : كسنتهم . وقال بعضهم : معناه : كعملهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفـيان ، وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا سفـيان جميعاً ، عن جويبر ، عن الضحاك : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال : كعمل آل فرعون . حدثنا يحيـى بن أبـي طالب ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا جويبر . عن الضخاك فـي قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال : كعمل آل فرعون . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال : كفعلهم كتكذيبهم حين كذبوا الرسل . وقرأ قول الله : { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ } [ غافر : 31 ] أن يصيبكم مثل الذي أصابهم علـيه من عذاب الله . قال : الدأب : العمل . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو تـميـلة يحيـى بن واضح ، عن أبـي حمزة ، عن جابر ، عن عكرمة ومـجاهد فـي قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال : كفعل آل فرعون ، كشأن آل فرعون . حدثت عن الـمنـجاب ، قال : ثنا بشر بن عمارة ، عن أبـي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عبـاس فـي قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال : كصنع آل فرعون . وقال آخرون : معنى ذلك : كتكذيب آل فرعون . ذكر من قال ذلك : حدثنـي موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدي : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِأَيَـاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } ذكر الذين كفروا وأفعال تكذيبهم كمثل تكذيب الذين من قبلهم فـي الـجحود والتكذيب . وأصل الدأب من دأبت فـي الأمر دأْبـاً : إذا أدمنت العمل والتعب فـيه . ثم إن العرب نقلت معناه إلـى الشأن والأمر والعادة ، كما قال امرؤ القـيس بن حجر : @ وَإِنَّ شِفـائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌ فَهَلْ عندَ رَسْمٍ دَارِسٍ من مُعَوَّلِ كَدأْبِكَ مِنْ أُم الـحُوَيْرِث قَبْلَها وَجارَتِها أُمّ الرَّبـابِ بِـمأْسَلِ @@ يعنـي بقوله كدأبك : كشأنك وأمرك وفعلك ، يقال منه : هذا دأبـي ودأبك أبداً ، يعنـي به : فعلـي وفعلك وأمري وأمرك ، وشأنـي وشأنك ، يقال منه : دأبت دؤوبـاً ودَأْبـاً . وحكي عن العرب سماعاً : دأبت دَأَبـاً مثقلة مـحركة الهمزة ، كما قـيـل هذا شعَر وبهَر ، فتـحرك ثانـيه لأنه حرف من الـحروف الستة ، فألـحق الدأب إذ كان ثانـيه من الـحروف الستة ، كما قال الشاعر : @ لَهُ نَعْلٌ لاَ يَطَّبِـي الكَلْبَ رِيحُها وَإِنْ وُضِعَتْ بَـيْنَ الـمَـجالِسِ شُمَّتِ @@ وأما قوله : { وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } فإنه يعنـي به : والله شديد عقابه لـمن كفر به وكذّب رسله بعد قـيام الـحجة علـيه .